تتألق أدمغة مغربية خارج حدود البلاد في مجالات الأبحاث والعلوم، حيث تساهم كوادر متخصصة في نجاح الكثير من المشاريع والإنجازات العلمية في بلدان الاستقبال، خاصة فرنساواليابان والولايات المتحدة الأميركية، بينما لا يجدون ذات العناية في بلدهم الأصلي المغرب. ويطرح تألق العديد من الطاقات والكفاءات العلمية خارج المغرب إشكالية هجرة الأدمغة المحلية إلى بلدان غربية وأميركية تتيح لها شروط التفوق والإبداع، ما جعل العديد من الأصوات ترتفع بأن تتم مراجعة السياسة التعليمية في البلاد بغية توظيف هذه الأدمغة فيما يفيد البلاد. وتألق الباحث الشاب الدكتور رشيد عمروس، المهندس المغربي والعربي الوحيد في وكالة الفضاء اليابانية JAXA ، حيث سبق له أن شارك زملاءه في الوكالة في إطلاق مركبة فضائية تدعى «إيبسيلون»، انطلاقا من محطة اوتشيناورا التي تقع في محافظة كاكوشيما جنوباليابان. وحقق عالم شاب آخر، اسمه كمال الودغيري، النجاح في مهامه العلمية والتكنولوجية بصفته مهندسا بارزا في وكالة الفضاء الأميركية وإدارة الطيران «ناسا»، حيث ساهم في الجهود التقنية التي أفضت إلى عملية إنزال المسبارين سبيريت وأوبورتيونيتي، على سطح كوكب المريخ. كمال الودغيري، المغربي الذي مهد الطريق لناسا نحو المريخ في ثمانينيات القرن الماضي، حط كمال الودغيري، الشاب ذي الثماني عشرة سنة حينذاك، الرحال في لوس أنجلوس، وهو لا يعرف من اللغة الإنجليزية سوى كلمات تعد على رؤوس الأصابع، زاده شهادة الباكالوريا وعشق المجرات والنجوم، والإصرار على النجاح وتحدي كل العوائق. هناك تابع دراساته العليا في الاتصالات في جامعة جنوب كاليفورنيا، وفي 1993، بعد دزينة من الاختبارات والمقابلات العلمية نافسه خلالها ما لا يقل عن 5000 مرشح، نجح، بمعية 5 طلاب آخرين، في الحصول على وظيفة باحث في مختبر الدفع النفاث في باسادينا، أحد أهم مراكز البحث التابعة لوكالة «ناسا». ومن بين نجاحاته المهنية الأساسية، ثمة مشاركته ضمن الطاقم العلمي الذي أشرف على هبوط المركبتين الفضائيتين «سبيريت» و»أوبورتيونيتي» على المريخ. ولا يكتفي سليل فاس بعمله ضمن برنامج الفضاء الأمريكي فحسب، بل يشارك بما أوتي من قوة وحماس الشباب في العديد من فعاليات الجمعيات التربوية والتنموية في الولايات المتحدة والمغرب. ولعل من أبرز إنجازات الودغيري وجوده على رأس الفريق الذي تستطلع وصول العربة الآلية (كيريوسيتي) على كوكب المريخ، في بعثة علمية رائدة تهدف إلى استكشاف مدى وجود حياة في الماضي على كوكب المريخ. ولم يخف المغربي الودغيري تفاؤله بقدرة الإنسان على غزو الكوكب الأحمر، إنه حلم في طريقه إلى أن يصبح حقيقة. بأعين مشدودة إلى السماء، يرى خبير وكالة (ناسا) أن النجاح المبهر لبعثة كيريوسيتي يفتح الباب على مصراعيه لوصول الإنسان إلى المريخ ما دام أنه من الثابت أن الكوكب في ماضيه السحيق كان يتوفر على الشروط المواتية لظهور الحياة. وصرح الودغيري، الذي لعب دورا رئيسا في العديد من المشاريع الناجحة لوكالة (ناسا)، أن مهمة «إلهام المريخ» تقضي بإرسال فريق مكون من رائدي فضاء سنة 2018 في رحلة تمتد على 501 يوما وتهدف إلى التحليق فوق المدار الجوي للكوكب . ومن المتوقع وصول البعثة الثانية سنة 2023 وأن يقضي أفرادها بقية حياتهم فوق المريخ بعد تركيب «مستوطنة» قبل أن يلتحق بهم رواد فضاء آخرين كل سنتين. وبعد استقرار البعثة، سيسهر الفريق على توفير الشروط الضرورية لحياة دائمة فوق سطح الكوكب من خلال بناء أنفاق رابطة بين الكبسولات الفردية وتنشيط وحدات إنتاج الغذاء وتركيب الألواح الشمية المتبقية لإنتاج الطاقة. واسترسل الودغيري - بروح من الدعابة - قائلا « سنة 2023 ليست بعيدة» والشباب المغربي الذي يطمح في اقتفاء خطوات ابن بطوطة ستكون أمامه في نهاية المطاف الفرصة للعيش فوق كوكب آخر». ولاحظ العالم المغربي أن المستوطنة ستتمكن، مع الوقت ، من اكتساب القدرة على البحث العلمي والخبرة في مجال استكشاف الكوكب الأحمر. ومن جهته استطاع الباحث الشاب الدكتور أحمد بشار، الذي يشتغل في المركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا، أن يحظى بموطئ قدم وسط أكبر الباحثين الفرنسيين في مجال تخصصه، كما حاز على تهنئة بعض الدوائر الحكومية بفرنسا، بفضل المشاريع العلمية التي يشرف عليها، والتي باتت تتهافت عليها كبريات المؤسسات والشركات الفرنسية. سلوى رشدان سلوى رشدان، ابنة المدينة الحمراء، درست كل سنواتها الدراسية حتى سلك الدكتوراه في مؤسسات عمومية مغربية، حيث حصلت على البكالوريا من ثانوية القاضي عياض بمراكش سنة 2003، لتنتقل بعد ذلك إلى الجامعة، تلك البناية التي صار يتهرب منها الكثير من الطلبة بحجة ضعفها الأكاديمي وعدم تلاؤمها مع سوق الشغل، أفكار كهاته لم تنل من عزيمة سلوى التي اختارت الجامعة بقناعة المقتنعة بهدفها، تخصصت هناك في العلوم البيئية، وحصلت على الإجازة بتفوق سنة 2006، وتابعت دراستها متخصصة في ماستر «البيئة و دينامكية التنوع البيولوجي»، لتتخرج الأولى في صفها. صممت سلوى على إتمام دراستها والحصول على شهادة الدكتوراه في سن مبكرة، لذلك استكملت أبحاثها حول دراسة إمكانية تأقلم القطاع الفلاحي والأنظمة البيئية مع التغيرات المناخية، وذلك في إطار تشخيص مخاطر هذه الأخيرة وتحديد طرق التعامل معها، من أجل الوصول إلى إستراتيجية متكاملة وبرامج تنفيذية تسمح بالحد من آثارها السلبية وإعداد البدائل الممكنة لحماية الطاقات الإنتاجية والاستفادة من السنوات الممطرة. صار أغلب وقت سلوى مخصصا للبحث والتحصيل العلمي، واستطاعت أن تصل إلى نتائج مبهرة مكنتها من الحضور في عدد من المؤتمرات والملتقيات العلمية العالمية،» كلما نودي على اسمي في مختلف الملتقيات متبوعا بإسم بلدي كنت أحس بنشوة خاصة لتمثيل هذا البلد الذي أعشقه» تؤكد سلوى لهسبريس. تَميُز البنت المراكشية جعل مجموعة من المنظمات الغير الحكومية تدعمها وتقدم لها منحا دراسية من أجل تطوير قدراتها العلمية، من هذه المنظمات، الأممالمتحدة، المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، الهيئة الألمانية للتبادل الثقافي، وهي المنح التي مكّنت سلوى من زيارة مختبرات علمية متقدمة المستوى بدول عديدة كألمانيا، الأردن، إيطاليا، الإمارات، في إطار دورات التقت فيها بخيرة العلماء والمختصين في المجال البيئي، ممن أبدوا إعجابهم بطموح هذه الفتاة المغربية ورغبتها في تحقيق أحلامها وتشريف بلدها. استطاعت سلوى بعد أن استفادت من هذه اللقاءات العالمية، من إنجاز مشروع بحث علمي حول ربط العوامل المناخية والاجتماعية والاقتصادية، من أجل تعزيز الأمن الغذائي في المغرب في العشرين سنة المقبلة، وذلك باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد والبحث الميداني، وهو المشروع الذي قدمته لاستفادة من برنامج المنح الخاصة بمشاريع التغير المناخي، والذي تقدمه المنظمة الدولية للبحث والتحليل والتدريب حول التغيرات المناخية، الكائن مقرها بواشنطن، لتنال شرف الاستفادة بعدما تمكنت من المرور من القائمة النهائية التي ضمت 220 مشروعا، إلى قائمة الممنوحين التي ضمت 24، كان من بينها المشروع المغربي الممثل لمنطقة شمال إفريقيا. تشتغل حاليا سلوى في النازا الأمريكية بعدما أنهت أبحاثها الميدانية، وتعمل على تطوير نموذجها الذي اشتغلت عليه، والذي يُمَّكن من التأقلم مع التغيرات المناخية كي يستفيد النشاط الفلاحي مع المحافظة على المجال البيئي، وقريبا جدا، ستعود للمغرب من أجل مناقشة بحث الدكتوراه الذي جعلها رحالة تستشرف بلدان العالم بحثا عن الحقيقة العلمية. أسماء بوجيبار .. مغربية «الناسا» أسماء ذات 27 سنة، من مواليد مدينة الدارالبيضاء، وهي بنت نجيبة بلغيت ذات الأصول التونسية وصلاح الدين بوجيبار وهو من أصول مغربية ريفية، وهي توأم لسلمى المهندسة ب Europ Assistance وأخت عادل وهو طالب بفرنسا تخصص علوم كمبيوتر. تابعت أسماء بوجيبار دراستها بفرنسا وبالتحديد في مدينة ?كليرمون فيران? حيث اشتغلت مدة في مختبر يعنى بالبحث في ظاهرة البراكين، وبعد حصولها على شهادة الماستر في مجال تخصصها، ناقشت أطروحة دكتوراه في جامعة نفس المدينة حول موضوع يعنى بدراسة التوازن الكيميائي بين الغلاف والنواة في سياق تشكل عينة من الكواكب. وقد التحقت العالمة المغربية الشابة أسماء بوجيبار بفريق مركز لندون بي جونسون التابع لوكالة الفضاء الأمريكية الناسا بهيوستن في ولاية تكساس الأمريكية، في الأسبوع الأول من مارس 2014. الخمّار المرابط .. ابن تاونات الذي أبهر الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا أحد بمقدوره الولوج إلى داخل مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالعاصمة النمساوية (فيينا) من دون الخضوع لإجراءات أمنية تماثل في تفاصيلها تلك المعمول بها في المطارات، يليها بعد ذلك الاستقبال من طرف مسؤول المكان، والذي ليس سوى الخمار المرابط مدير الأمن النووي بالوكالة، والشخصية المحورية داخل هذه الهيئة الدولية. وإذ كان مراسل وكالة المغرب العربي للأنباء بفيينا، في طريقه إلى حيث ضرب له موعد للقاء، تطوع الخمار المرابط للعب دور الدليل وتعريفه بمختلف أجنحة مقار المنظمة الدولية، فهذا الرجل القادم من تاونات، وتحديدا من قرية ابا محمد، يتمتع بدماثة الخلق وحس التواصل، وهو من نوع الرجال الذين يرتاح لهم المرء من الوهلة الأولى. والوكالة الدولية للطاقة الذرية، الواقعة بقلب المركز العالمي لفيينا، هي في الواقع مدينة داخل المدينة، فهي تتوفر على محلات تجارية، ووكالات أسفار، وبنوك ومطاعم، وبينما نحن نعبر أرجاء بهو يعج بالناس، بدا واضحا أن مضيفي شخصية معروفة لدى الجميع في هذا المكان، فالخمار المرابط، فضلا عن كونه يتولى منصبا محوريا في الوكالة، فإنه يشتغل بهذه المؤسسة منذ حوالي ثلاثة عقود، حيث بدأ مساره بتدريب بين جنباتها، عقب نهاية دراسته للهندسة وحصوله على دكتوراه في الفيزياء النووية. وكان قد عرض آنذاك على الخمار المرابط تولي منصب في مؤسسة الكهرباء بفرنسا (أو دي إف) مع الحصول فورا على الجنسية الفرنسية، وهو ما رفضه في حينه، والخمار المرابط يبرر ذلك الرفض بقوله »كنت أرغب في العودة إلى المغرب، حتى أكون من بين أوائل المغاربة الذين ينهضون بالقطاع النووي من أجل تحقيق التنمية ببلادنا، وهو المشروع الذي كنت أتقاسمه مع زوجتي«. »وأيامها لم يكن الحصول على عمل في هذا التخصص - يضيف المرابط - أمرا متاحا بالمغرب، لذلك اضطررت للبحث عن وظيفة في هذا الميدان خارج المغرب، وهو ما أتيح لي عندما اقترحت علي وزارة الطاقة والمعادن سنة 1986 تلقي تدريب داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي المؤسسة التي لم أغادرها منذ ذلك التاريخ قط« معتبرا أن ذلك الاختيار مكنه في الوقت نفسه من ممارسة مهنته وكذا خدمة المغرب. وأضاف المرابط أنه »مهما يكن العمل الذي نقوم به، وحيثما حللنا وارتحلنا، فإننا نظل مغاربة? بل أكثر تشبثا بالمغرب«، مستشهدا، في هذا الصدد، باليهود المغاربة، فسواء كانوا في أمريكا أو أوروبا وحتى في إسرائيل، »فإنهم لا يتنكرون أبدا لمغربيتهم«. وأبرز أن المغرب يتوفر على الصعيد الدولي على إمكانيات بشرية هامة، وأن هناك عدد كبير من الباحثين والمسؤولين المغاربة منتشرين في أرجاء العالم حيث يشتغلون في مؤسسات علمية متقدمة، وأغلبيتهم يرغبون في خدمة المغرب. وأكد الخبير المغربي، من جهة أخرى، أنه يمكن للطاقة النووية أن تشكل عاملا مهما في تنمية بالمغرب، قائلا إن حاجة المملكة من الطاقة في تزايد مستمر »مما يحتم على المغرب مواجهة ذلك إذا ما أراد تطوير إمكانياته الصناعية مع ضمان أمنه الطاقي«. ودعا، في هذا الإطار، إلى دعم مشروع الطاقة الشمسية بورزازات، وتنويع تقنيات إنتاج الطاقة خصوصا الشمسية والريحية، ومواصلة سياسة بناء السدود بهدف تعويض الطاقات الأحفورية المعرضة للزوال، والتي تتزايد تكلفتها باستمرار، وبالتالي التقليص من التبعية والتلوث الذي يرهن التنمية بالمغرب. منصب غير عاد لرجل استثنائي تم تعيين الخمار المرابط سنة 2008 مديرا لتنسيق إدارات أمن وسلامة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وحينها، أصدرت البعثة الدائمة للمملكة المغربية لدى المنظمات الدولية في فيينا، بلاغا بالمناسبة جاء فيه أن تعيين المرابط من قبل مدير هذه المنظمة الأممية يعتبر أول ترقية إلى منصب مدير تمنح لمواطن مغربي داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأضاف البلاغ أن وصول المرابط إلى هذا المنصب السامي يشكل اعترافا بكفاءاته التقنية والمهنية في مجال الأمن والسلامة النووية. واستنادا إلى الموقع الرسمي للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن المهام المنوطة بالمغربي المرابط ستتركز بالأساس على الحرص على احترام الدول لمعايير السلامة الذرية التي تحددها الوكالة، بما في ذلك إعداد المحطات النووية ونقل المواد المشعة والتخلص منها. وسبق أن شغل المرابط منصب مسؤول بالمكتب الوطني للكهرباء، ومسؤول بالوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ عدة سنوات. وقد حصل على العديد من الجوائز داخل هذه الوكالة. كما أنه عضو بالعديد من الجمعيات المهنية الدولية العاملة في هذا الميدان، وشارك في العديد من ورشات العمل التي تنظمها الوكالة بمختلف الجامعات الدولية والمؤسسات المتخصصة في مجال الطاقة النووية. وأشار البلاغ إلى أن هذا التعيين يؤكد الكفاءة التي تتميز بها الأطر المغربية العاملة في الوكالة، مذكرا بأن عددا منهم يتقلدون مناصب المسؤولية، سواء في مجال الاختبار والمراقبة أو على مستوى الاستعمال المدني للطاقة النووية. وبالإضافة إلى منصب مدير البرنامج العربي وإدارة الصناعة الغذائية لدى برنامج منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية الذي يشغله مغربي، فإن هناك العديد من الأطر المغربية التي تشغل مناصب المسؤولية في منظمات دولية أخرى بفيينا، وبصفة خاصة في مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة، واللجنة التحضيرية لمنظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية. عندما نافس على خلافة البرادعي على رأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية عندما انتهت ولاية محمد البرادعي كمدير عام للوكالة الدولية للطاقة الذرية سنة 2009، احتدم الصراع بين العديد من المرشحين لخلافته خصوصا بين الياباني »يوكيا أماتو« والإسباني »لويس إيشافاري« والسولفيني »أرتست بيتر يتش« إلى جانب المغربي المغربي الخمار، الذي يعتبر من الكفاءات المغربية التي اندفعت بقوة لتقنع محمد البرادعي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بتعيينه، في 20 أكتوبر 2008، مديرا لتنسيق إدارات أمن وسلامة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما دعم أهليته- حسب الملاحظين- لخلافة مدير الوكالة نفسه؛ وهي، باعتراف الكثير من الملاحظين، أول ترقية تمنح لمواطن مغربي داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما يشكل اعترافا بكفاءاته التقنية والمهنية في مجال الأمن والسلامة النووية التي تتطلب أشخاصا قادرين على التصدي لكل خطر قد يتهدد مستقبل »الحياة« على الأرض، وقادرين على محاصرة كل انفلات كيفما كانت الظروف والحيثيات. وإن لم يتمكن الخمار من الاستمرار في المنافسة، لعدة أسباب، إلا أنه لفت الانتباه إلى نفسه وكفاءته المتميزة، والتي جعلته في وقت من الأوقات، عندما كان مسؤولا داخل المكتب الوطني للكهرباء، قريبا من الحلم المغربي بإنتاج الكهرباء باعتماد التقنيات النووية ، بل إن مراقبين يذهبون إلى أنه المسؤول المغربي الذي بإمكانه إخراج المغرب من »التبعية الطاقية«، وذلك بالإشراف المباشر على إقامة بنيات بالمواصفات الدولية المطلوبة. المغربي الذي حاز على جائزة نوبل للفيزياء في حدث غير مسبوق، حصل المغربي الأصل- سيرج هاروش، على جائزة نوبل للفيزياء لسنة 2012. وقد غادر سيرج، ابن الطائفة اليهودية المغربية، الدار البيضاء، في سن الثانية عشرة، بعد أن كان قد رأى فيها النور سنة 1944 يوم 11 شتنبر. وانتقل الطفل المغربي رفقة عائلته إلى فرنسا، واستكمل دراسته بها. يعمل باحثا في المركز الوطني للأبحاث العلمية بفرنسا، ويدرس في كوليج فرنسا وجامعات أخرى، من بينها بوليتيكنيك وجامعة بيير إي ماري كيري المعروفة بباريس أربعة. لجنة تحكيم نوبل، شرحت تتويجه بالجائزة، من أجل توصله إلى سبل لقياس جسيمات الكم المراوغة دون تدميرها مما يمكن من صنع نوع جديد من أجهزة الكمبيوتر أقوى بكثير من أي جهاز سابق. وقالت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم «فتح الفائزان بجائزة نوبل الباب أمام مرحلة جديدة من التجارب في ما يتعلق بفيزياء الكم بتوضيح الرصد المباشر لجسيمات الكم الفردية دون تدميرها.» ومنحت الأكاديمية الجائزة وقيمتها ثمانية ملايين كرونة (1.2 مليون دولار) مناصفة للعالمين.وشرحت وكالة رويترز أن الجائزة التي حصل عليها «العالم الفرنسي سارج هاروش والأمريكي ديفيد واينلاند بالتوازي لأنهما، وكلاهما يبلغ من العمر 68 عاما، توصلا إلى سبل للتحكم في أصغر الجسيمات للمادة والضوء لرصد سلوك غريب كان لا يمكن سابقا إلا تخيله في المعادلات والتجارب النظرية.وأضافت الأكاديمية «ربما يغير كمبيوتر الكم حياتنا اليومية في هذا القرن بنفس الطريقة الجذرية التي فعلها الكمبيوتر العادي في القرن الماضي.» وقال هاروش إنه كان يمشي في الشارع مع زوجته عندما وجد كود السويد في المكالمة التي تلقاها على هاتفه لإبلاغه بالجائزة. وقال للصحفيين في السويد في مكالمة هاتفية «رأيت كود المنطقة 46 ثم جلست... اتصلت أولا بأبنائي ثم اتصلت بأقرب زملائي الذين لولاهم لما فزت أبدا بهذه الجائزة.» وصرح سيرج بأنه يأمل في أن تمنحه الجائزة المنبر اللازم «الذي يتيح لي أن أوصل أفكاري ليس في هذا المجال البحثي فحسب، بل أيضا في الأبحاث بصفة عامة.. الأبحاث الضرورية.» يشار إلى أن جائزة نوبل للفيزياء هي ثاني جائزة تعلن ضمن جوائز نوبل. وبدأ منح جوائز نوبل في العلوم والآداب والسلام في عام 1901 وفقا لرغبة ألفريد نوبل مخترع الديناميت. وتبحث فيزياء الكم في سلوك العنصر الأساسي في الكون على نطاق أصغر من الذرات عندما تتصرف الجسيمات بالغة الصغر بطرق غريبة لا يمكن وصفها إلا من خلال الرياضيات المتقدمة. وقالت اللجنة التي منحت جائزة نوبل «الجسيمات الفردية لا يمكن فصلها بسهولة عن بيئتها المحيطة، وتفقد خصائصها الكمية الغامضة بمجرد تفاعلها مع العالم الخارجي.» وأضافت «من خلال أساليبهم المعملية الماهرة تمكن هاروش وواينلاند إلى جانب مجموعتيهما البحثية من قياس حالات كمية هشة للغاية، كان يعتقد سابقا أنه لا يمكن رصدها بشكل مباشر. تتيح هذه الطرق الجديدة لهم بحث الجسيمات والتحكم فيها وإحصاءها». وبرزت أيضا في مجال الفلك عالمة مغربية شابة تدعى مريم شديد، استطاعت بجهدها وكفاءتها أن تكون أول امرأة في الوطن العربي تطأ أرض القطب الجنوبي المتجمد، في سياق رصد حركية ولمعان النجوم ضمن مهمة علمية استكشافية رائدة.