ألقت السلطات المغربية القبض على ثلاثة مغاربة كانوا يعتزمون الالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا وذلك في اطار الضربات الاستباقية التي وضعتها للحد من استقطاب الشباب المغربي للتنظيمات المتشددة. وقالت وزارة الداخلية المغربية انه «في إطار مواجهة التهديد الإرهابي المتنامي منذ إعلان تنظيم «الدولة» تأسيس ما يسمى ب «الدولة الإسلامية»، تمكنت المصالح الأمنية، على ضوء معطيات دقيقة رصدتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من إلقاء القبض بمدينتي وجدةوالدارالبيضاء، على ثلاثة متطرفين منحدرين من مدينة سيدي بنور، كانوا يعتزمون الالتحاق بهذا التنظيم الإرهابي بليبيا، وذلك على خلفية دعوة الخليفة المزعوم «أبو بكر البغدادي» لأنصاره بالمغرب العربي من أجل تعزيز صفوف فرع هذه المنظمة المتطرفة بهذا البلد المغاربي.» وأضافت الوزارة في بلاغ أرسل ل «القدس العربي» انه يتضح جليا من خلال تتبع الوضع في الساحة الليبية أنها أضحت قبلة للمقاتلين سيما الموالين لهذا التنظيم، والذي ما فتئ يعلن نيته التمدد في دول المغرب العربي عبر بوابة ليبيا، في إطار استراتيجيته الجهادية الشمولية العابرة للحدود.» وقدمت السلطات المغربية ثلاثة مقاتلين على علاقة بالمجموعة الموقوفة إلى المحاكمة نهاية 2014، إثر محاولتهم «الالتحاق ببعض العناصر الإرهابية في ليبيا والتي تنحدر أيضا من مدينة سيدي بنور، الذين كانوا على تنسيق معهم من أجل هذا الهدف. وياتي الإعلان عن القبض على هؤلاء المرشحين للالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية بعد سلسلة اعتقالات استباقية قامت بها السلطات المغربية منذ الهجمات التي استهدفت مدينة الدارالبيضاء في أيار/ مايو 2003. وقالت مسؤولة مغربية في واشنطن إن عمليات الاعتقال المتعددة للأفراد وتفكيك خلايا التجنيد ونقل المقاتلين نحو مناطق النزاع تعد من بين ثمرات التعبئة المتواصلة للسلطات المغربية، وإن المقاربة الشاملة لبلادها في مجال مكافحة الإرهاب «أعطت الدليل على القدرة الاستباقية للمواجهة». وقالت امباركة بوعيدة الوزيرة المغربية في الخارجية، خلال لقاء وزاري ترأسه وزيرالخارجية الأمريكي جون كيري بحضور وزير العدل إيريك هولدر، في إطار قمة البيت الأبيض حول التطرف العنيف ان هذه المقاربة «تشكل أرضية تهدف إلى المساهمة في تنسيق العديد من الجهود، على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، الرامية إلى الوقوف أمام زحف المقاتلين الإرهابيين الأجانب»، موضحة أن المغرب، باعتباره عضوا مؤسسا للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب «انخرط بشكل كامل في هذه المقاربة التي تنقسم إلى أربعة محاور تتمثل في التجنيد، التسهيلات، السفر، والعودة». وقالت إن المغرب، الذي يتبنى مقاربة يقظة في مواجهة هذا التوجه الجديد للإرهاب، يواصل نشر وتكييف آلياته لمكافحة ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب، والتي تستند على مرتكزات الاستراتيجية الوطنية في مجال مكافحة الإرهاب. وأضافت ان اللقاء مناسبة ل «التذكير ببداية هذه التجربة التي أطلقت في أيلول/ سبتمبر 2013، وشرح كيفية تمكن مجموعة العمل هذه من التطور لتصبح قادرة، في أيلول/ سبتمر2014، على اعتماد مذكرة تفاهم مراكش – لاهاي» لمكافحة هذه الظاهرة. وتترأس الوزيرة امباركة بوعيدة، وفد المغرب المشارك في قمة البيت الأبيض حول مكافحة التطرف العنيف التي تحتضنها العاصمة الفدرالية الأمريكية، واشنطن، بين 18 و 20 شباط/ فبراير الجاري والتي تعقد بمبادرة من البيت الأبيض، بمشاركة أكثر من 60 بلدا، وتتمحور حول سبل محاربة «التطرف العنيف في العالم». وتشكل القمة فرصة لتسليط الضوء على الجهود المبذولة على الصعيدين المحلي والدولي لمنع المتطرفين الذين يمارسون العنف وأنصارهم من تجنيد أو تحريض الأفراد أو المجموعات في الولاياتالمتحدة وبلدان أخرى، على ارتكاب أعمال عنف. وتستند هذه القمة على الإستراتيجية التي أعلن عنها البيت الأبيض في آب/ أغسطس 2011 المسماة «تمكين الشركاء المحليين لمنع التطرف العنيف»، والتي تعتبر أول إستراتيجية وطنية لمنع التطرف العنيف في الولاياتالمتحدة. وينظم عدد من مجموعات التفكير الأمريكية ومراكز الأبحاث، على هامش القمة، لقاءات موازية مرتبطة بالموضوع الرئيسي، خاصة دور المرأة والشباب في منع ومكافحة التطرف العنيف، والتسامح بين الطوائف عبر التربية الدينية، ومساهمة البحوث والدروس المستخلصة. من الجهود المبذولة لمكافحة التطرف العنيف، وإعادة تأهيل وإدماج المقاتلين الإرهابيين الأجانب