ترأس امباركة بوعيدة، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الوفد المغربي المشارك في قمة البيت الأبيض حول مكافحة التطرف العنيف التي تحتضنها العاصمة الفدرالية الأمريكية، واشنطن، بين 18 و 20 فبراير الجاري. ويشارك في القمة، التي تنعقد بمبادرة من البيت الأبيض، أكثر من 60 بلدا، وتتمحور حول سبل محاربة "التطرف العنيف في العالم". وتشكل القمة، التي ألقى خلالها الرئيس الأمريكي باراك أوباما خطابا، فرصة لتسليط الضوء على الجهود المبذولة على الصعيدين المحلي والدولي لمنع المتطرفين الذين يمارسون العنف وأنصارهم من تجنيد أو تحريض الأفراد أو المجموعات في الولاياتالمتحدة وبلدان أخرى، على ارتكاب أعمال عنف. وتستند هذه القمة على الاستراتيجية التي أعلن عنها البيت الأبيض في غشت 2011 المسماة "تمكين الشركاء المحليين لمنع التطرف العنيف"، والتي تعتبر أول استراتيجية وطنية لمنع التطرف العنيف في الولاياتالمتحدة. وتنظم عدد من مجموعات التفكير الأمريكية ومراكز الأبحاث، على هامش القمة، لقاءات موازية مرتبطة بالموضوع الرئيسي، خاصة دور المرأة والشباب في منع ومكافحة التطرف العنيف، والتسامح بين الطوائف عبر التربية الدينية، ومساهمة البحوث والدروس المستخلصة من الجهود المبذولة لمكافحة التطرف العنيف، وإعادة تأهيل وإدماج المقاتلين الإرهابيين الأجانب. وقالت سارة سيوال، نائبة كاتب الدولة المكلفة بشؤون الأمن المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان، إن قمة محاربة التطرف العنيف التي تحتضنها واشنطن من الأربعاء إلى الجمعة، تروم وضع وتنسيق "استراتيجية شاملة وطويلة المدى" لمواجهة التهديد الإرهابي في العالم. وأضافت سيوال، خلال مؤتمر صحافي، أن "الرئيس (باراك أوباما) قد كرر مرارا بأن التركيز على استخدام القوة وحدها لمواجهة التهديد الإرهابي لن يكون فعالا وسيكون مآله الفشل (…)"، مبرزة أن الهدف من قمة واشنطن هو "دراسة ظاهرة التطرف العنيف في شموليته". وأكدت المسؤولة الأمريكية، في هذا الصدد، على أهمية معالجة "العوامل الأساسية" التي تغذي التطرف العنيف، الذي يواصل انتشاره في جميع أنحاء الدول التي تشهد صراعات مثل سورية وليبيا والعراق. وبالنسبة للمسؤولة الأمريكية، فإن قمة واشنطن، التي يشارك فيها ممثلو الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص من أكثر من 60 بلدا، تهدف بالأساس إلى تبادل أفضل للمعلومات ولأحسن الممارسات من أجل مواجهة التهديد الإرهابي العالمي. وأشارت إلى أن القمة تهدف إلى وضع "مقاربة استباقية وديناميكية تعمل على إدماج البعد المحلي والوطني لمنع المتطرفين الذين يمارسون العنف وأنصارهم من تجنيد أو إلهام الأفراد أو المجموعات في الولاياتالمتحدة وبلدان أخرى، لارتكاب أعمال العنف". ويرى مراقبون بواشنطن أن قمة البيت الأبيض تأتي في سياق يتسم بالتهديد المتزايد الذي يمثله تنظيم "الدولة الإسلامية"، ليس فقط في العراق وسورية، ولكن أيضا في فرنسا والدنمارك وليبيا.