مباراة الرجاء والجيش الملكي ، التي انتهت بالتعادل بين الفريقين أثبتت أنها تستحق لقب الكلاسيكو بما تميزت به من ندية وإمتاع بين لاعبي الفريقين انتهت بروح رياضية يصفق لها وينوه بها ، غير أن ما سبق هذه المباراة من تصرفات يندى لها الجبين لبعض مشجعي فريق الجيش الملك حال دون الاستمتاع الكامل بمباراة من هذا المستوى .، نعم فكل الصور والفيديوهات التي نشرت عن الوقائع التي سبقت مباراة الجيش والرجاء تثبت أن أجهزة الأمن كانت ترافق جمهور الجيش الذي نظم ما يعرف عند مجموعات التشجيع "الإلترات" ب "الكورطيج" الذي يعني تنظيم مسيرة للجمهور الضيف في مدينة الفريق المضيف ، وكل من تمعن في تلك الصور والفيديوهات سيجد أن هذا الجمهور الذي طغى على تشكيلته " القاصرون " كان يستفز " البيضاويين " بكلماته النابية وبحركاته وتصرفاته اللاأخلاقية ، وكان عازما على ارتكاب جرائم داخل وخارج أرض الملعب بدليل السبق والترصد المرفوع والمسموع في شعارات " عنصرية " وأخرى يستحي اللسان من وصفها هاهنا ، وبدليل تلك الهراوات والسواطير والسكاكين التي كان البعض يلوح بها طوال المسافة الفاصلة بين العاصمة الإدارية والعاصمة الاقتصادية للملكة ، ورغم أن أجهزة الأمن كانت ترافق هذا الجمهور إلا أنها لم تكلف نفسها عناء إرجاعه لرشده أو كفه عن غيه ، بل رافقته إلى حيث مكان المباراة ليسجل الكل عبر تهشيم واجهات المحلات التجارية وزجاج الترامواي وغيره، وفاة قيم التشجيع الرياضي بهذا البلد ، لتطرح مع هذه الوفاة مجموعة من الأسئلة التي تبحث لها عن جواب مسؤول من زمرة المسؤولين عن كرة القدم بهذا البلد ؟؟؟ ، فلماذا يا ترى لم تتدخل الشرطة لفض تلك " المسيرة " التشجعية الاستفزازية لذلك الجمهور " القاصر " المرافق لجمهور الجيش الملكي كما تتدخل مثلا في احتجاجات المعطلين ؟؟؟ و لماذا تم السماح للقاصرين بدخول الملعب رغم وجود قانون يمنع ذلك ؟؟؟ ومن المستفيد من مثل هذه المسيرات التي تنحرف عن مغزاها الرياضي لتصب في وديان الإجرام والقبلية المقيتة ؟؟؟ وما دور الجمعيات الرياضية بهذا البلد ؟؟؟ ومن يتحمل مقتل الروح الرياضية بهذا البلد ؟؟؟ أسئلة طرحتها على نفسي اليوم كما طرحتها السنة الماضية حينما قتل العاشق المغدور للوداد " حمزة البقالي" ، فلم أجد لها من جواب سوى أننا شعب ألف الشغب من ألفه إلى يائه ومن أعلى هرم فيه إلى أسفل سافلين عنده . ولا عجب من هذا القول ولا ريب في هذا الأمر ، ذلك أن الشغب عندنا متنوع و" مخرِّب " وخطير وقاتل ، فالتلميذ " المشاغب "يخرب مدرسته الإعدادية والثانوية بل قد يخرب حياة الآخرين إن كان مدمنا على " حبوب الهلوسة " وما جاورها من مخدرات، والطالب المشاغب يخرب كليته وجامعته والمعاهد التي قد يرتادها بل و يخرب حياته إن كان منتميا لفصيل طلابي" مخرب " ، والجمهور المشاغب يخرب الملاعب ويزهق الأرواح ، والراكب المشاغب يخرب القطارات والحافلات وسيارات الأجرة وباقي وسائل النقل ، والطفل المشاغب " في حينا " يخرب مصابيح الإنارة العمومية ،...وثمة " مشاغبون " يخربون بلدا بأسره ومجتمعا بأكمله ولا من يقول لهم كفى شغبا وكفى تخريبا .