اتفقت واشنطن و10 دول عربية على محاربة الإرهاب بكافة أنواعه وتدمير داعش، وذلك بعد نهاية أعمال المؤتمر العربي الأميركي التركي المخصص لبحث سبل مكافحة الإرهاب، الذي عقد في جدة غرب السعودية. وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في مؤتمر صحافي عقده مع نظير الأميركي جون كيري إنه تم خلال الاجتماع بحث الأوضاع السياسية في الدول التي ينتشر فيها الإرهاب، موضحاً في الوقت ذاته أن دول المنطقة مصممة في مواجهة بلاء الإرهاب، مشيراً إلى أنه لا يوجد اختلاف بين تركيا أو أي دولة في هذا الاجتماع حوله. ولفت إلى أنه تم الاتفاق على ضرورة قطع التمويل عن المنظمات الإرهابية، مؤكداً أن بعض الدول تمول الإرهاب وتتدخل بشكل سافر في دول أخرى. وأشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين وجه رسالة لقادة العالم عند استقباله لعدد من سفرائهم في 29 من أغسطس الماضي بأهمية محاربة هذه الآفة الخبيثة بالقوة والعقل والسرعة محذراً من أن إهمالها سوف يفضي إلى انتشارها في أوروبا وأمريكا في غضون أشهر قليلة. وطالب الفيصل بتحرك جاد نحو محاربة الفكر الضال المؤدي إلى الإرهاب قائلاً : "غني عن القول بأن أي تحرك أمني ضد الإرهاب لكي يؤتي نتائجه المطلوبة لابد أن يصاحبه تحرك جاد نحو محاربة الفكر الضال المؤدي إليه وقطع التمويل عن الإرهابيين سواء بالمال أو السلاح بما في ذلك مراقبة السلاح المتدفق من بعض الدول التي لا هم لها سوى زعزعة أمن واستقرار المنطقة والتدخل السافر في شؤونها وبعثرة أوراقها ". وأوضح كيري أن الدول العربية تلعب دوراً أساسياً في التحالف ضد الإرهاب، مؤكداً في الوقت ذاته أن استراتيجية أوباما تهدف إلى تدمير قوى الإرهاب. وقال كيري "إن الرئيس أوباما وضع استراتيجية شاملة عالمية من أجل تدمير داعش أينما تتواجد وهذه الاستراتيجية تتمحور حول تشكيل تحالف عالمي وهذا ما ركزنا عليه اليوم"، مشدداً على ضرورة مشاركة الدول العربية ودورها القيادي في جميع الجهود من مشاركة الدعم العسكري والمساعدات الإنسانية والعمل للحيلولة دون تدفق الأموال غير المشروعة التي تحتاج إليها داعش والتخلص نهائياً من التشويه المهين للإسلام الذي تحاول داعش أن تنشره حول العالم والذي تحاول أن تقول للعالم أن ما تقوم به هو بناء على وجهة نظرها وتفسيرها للإسلام وهذا بطبيعة الحال لا يتفق مع طبيعة الإسلام وتسامحه. وأكدت الدول المشاركة في مؤتمر جدة على أن تسهم كل دولة في الاستراتيجية الشاملة لمواجهة تنظيم "داعش"، حيث تشمل هذه المساهمة في منع تدفق المقاتلين الأجانب من دول الجوار، ووقف تدفق الأموال لتنظيم "داعش"، والجماعات المتطرفة الأخرى، ورفض أيديولوجيات الكراهية لدى تلك الجماعات الإرهابية، ومحاسبة المسؤولين عن ارتكاب الفظائع، ووضع نهاية لتهربهم من القانون، والمساهمة في جهود الإغاثة الإنسانية، ومساعدة المناطق السكانية التي تعرضت لفظائع تنظيم داعش، وذلك من خلال إعادة الإعمار والتأهيل، ودعم الدول التي تواجه التهديد الأكبر من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، وحين يكون الأمر ملائماً، المشاركة في أوجه العمل العسكري المنسق ضد تنظيم"داعش" الإرهابي. وأشاد المشاركون في المؤتمر بتشكيل الحكومة العراقيةالجديدة والشاملة لكافة القوى السياسية العراقية، وأعربوا عن دعمهم للخطوات الفورية التي تعهدت بأن تتبناها للدفاع عن مصالح جميع المواطنين العراقيين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية، أو الطائفية، أو العرقية. وأعرب المشاركون عن التزامهم بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (2170)، وأشاروا إلى قرار جامعة الدول العربية رقم (7804) الصادر في 7 سبتمبر 2014م، وإلى التداول حول تنظيم الدولة الإسلامية في العراق خلال قمة حلف شمال الأطلسي في (ويلز). كما أكد الوزراء التزامهم بمواصلة الجهود للقضاء على الإرهاب الدولي.