تم، اليوم الجمعة بمراكش، إعطاء انطلاقة مبادرة "قائمة الوجبات الجيدة المتوافقة مع المناخ"، الهادفة إلى تقليص أثر قطاع الطبخ على المناخ، وتحسيس مهنيي فن الطبخ المغاربة بأهمية إرساء مفاهيم الاستدامة وانخفاض الآثار السلبية على المناخ. وتنظم هذه التظاهرة بمناسبة احتضان مراكش مؤتمر (كوب 22)، وفي إطار الاحتفال باليوم العالمي للأغذية، المنظم تحت شعار "المناخ يتغير .. الأغذية والزراعة أيضا"، حيث تقام هذه التظاهرة بالمغرب بمبادرة من المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، ووزارة السياحة، والفيدرالية المغربية لفن الطبخ، بدعم من مشروع السياحة المستدامة للوكالة الألمانية للتعاون الدولي. وترتكز هذه المبادرة على ثلاثة محاور أساسية وهي منتوجات الموسم، والمنتوجات المحلية المنتجة في محيط لا يتجاوز 200 كلم، والنباتات مكون للتغذية التي تعتبر أقل ضررا على البيئة. وبهذه المناسبة، أوضحت الكاتبة العامة لوزارة السياحة، السيدة ندى رودي، أن هذا اللقاء، الذي يندرج في إطار أنشطة الوزارة المدرجة للتحضير لمؤتمر (كوب 22)، من شأنه المساهمة في الجهود المغربية للتقليص من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وأثر الكاربون المنبعث من الوجبات الغذائية، وذلك في اطار التعهدات المتخذة على مستوى مؤتمر (كوب 21) و(اتفاقية باريس). وأضافت أن هذه المبادرة تروم، أيضا، تحسيس المستهلكين من أجل الاهتمام أكثر بالأغذية المتميزة بضعف الكاربون والتي تثمن المنتوجات المحلية. من جهته، قال رئيس مبادرة " قائمة الوجبات الجيدة المتوافقة مع المناخ" بفرنسا، السيد جون لوك فيسار، إن هذه المبادرة تهدف إلى تعبئة العاملين بالمطاعم ودعوتهم إلى اقتراح وجبات غذائية جيدة متوافقة مع المناخ وتتميز بضعف كمية الكاربون، والتي تعتمد على منتوجات الموسم المحلية مع التركيز على المكونات النباتية. وأشار الى أنه باحترام هذه المعايير، يمكن التقليص من كمية الكاربون، وبالتالي تخفيض من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، الذي ينعكس سلبا وبشكل مباشر على المناخ. أما ممثلة الوكالة الألمانية للتعاون الدولي السيدة لمياء بوفاتشا، فأبرزت من جانبها أن هذا المشروع يسعى الى ضمان للمؤسسات الفندقية والسياحية الاستدامة والجودة، مع العمل على أحد مكوناتها الأساسية المتمثلة في المطعم، موضحة أن هذا المشروع سيقدم وجبات لذيذة و محافظة، أيضا، على البيئة، لكونها تحمل بعلامة إيكولوجية. من جانبه، أكد رئيس قسم المنتزهات والمحميات الطبيعية للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، السيد زهير أمهووش، أن هذه المبادرة تهدف الى الحد من تأثير المطاعم على المناخ من خلال تحسيس المهنيين في هذا المجال وكذلك المستهلكين. أما بالنسبة للشاف موحى، الرئيس الشرفي لهذه المبادرة ونائب رئيس الفيدرالية المغربية لفن الطبخ، فإن هذه التظاهرة تروم إرساء لدى مهنيي هذا المجال بالمغرب ثقافة احترام المناخ، داعيا إياهم الى العمل على تحضير وجباتهم انطلاقا من المنتجات الأقل تلويثا والقائمة على النباتات. وأشار الى أن الطبخ المغربي يعتبر من بين الأوائل على المستوى العالمي في مجال الوجبات الأقل انبعاثات للغازات المسببة للاحتباس الحراري. تجدر الإشارة الى أن وزن الكاربون في وجبات الطعام يتم احتسابه عبر أداة عبارة عن حاسبة إيكولوجية توجد رهن المشرفين على المطاعم، والتي تمكنهم من اختيار مكونات الوصفة الخاصة بالأكل، والوقوف على مستوى أثر الكربون المنبعث من هذه الوجبات.