أكدت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، أمينة بنخضراء، بمراكش، أن المغرب يعد نموذجا يحتدى به بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (مينا) في ميدان التنمية المستدامة. وأشارت بنخضراء، في كلمة ألقتها خلال "منتدى الاستدامة 2016 للبترول والغاز"، الذي ينظمه المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، أن المغرب، المنخرط في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، تبنى سنة 2009 استراتيجية طاقية جديدة، وهي رغبة طوعية للحكومة المغربية لامتلاك النجاعة الطاقية، مبرزة انخراط المغرب للعمل مع المجتمع الدولي من أجل إيجاد حلول ملائمة واقتسام تجربته مع جميع الشركاء بالعالم. إن البلدان المتقدمة تساهم بشكل كبير في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، تضيف بنخضراء، ما يستدعي بالضرورة التدخل العاجل للمساهمة في تقليص هذه الانبعاثات، داعية إلى تحقيق معادلة بشأن التنوع الطاقي، الذي سيشكل تحديا بالنسبة للدول في أفق 2035، والتفكير في تنمية تكنولوجيا جديدة ذات مستوى ضئيل من الكربون، وتقليص الانبعاثات المترتبة عن إنتاج الغاز والنفط واللجوء إلى الطاقات المتجددة. كما دعت بنخضراء الحكومات والشركات إلى بذل المزيد من الجهود لتقليص هذه الإنبعاثات المسببة للاحتباس الحراري إلى مستوى النصف في أفق 2030، معربة عن أملها في أن يشكل هذا المنتدى مناسبة لبعث رسائل قوية بخصوص انخراط المقاولات وشركات النفط والغاز الكبرى في التنمية المستدامة. عرف هذا المنتدى، المنظم في إطار التحضير لمؤتمر (كوب 22) الذي ستحتضنه مدينة مراكش خلال شهر نونبر المقبل، مشاركة ممثلين عن شركات البترول والغاز على الصعيد الدولي ومجموعة من الدول الإفريقية والمؤسسات الدولية مكلفين بقضايا الطاقة، ومكاتب قانونية ومؤسسات مالية وطنية ودولية. ويناقش المشاركون في هذا المنتدى قضايا متعلقة بانخراط الشركات البترولية والغازية في سياسة التنمية المستدامة والتصدي لتغيرات المناخ، وبإجراءات التخفيف الموضوعة في إطار "مبادرة المناخ للبترول والغاز". وتمحورت مواضيع هذا المنتدى حول "دور الغاز الطبيعي في التحول الطاقي"، و"أي سياسات من أجل طاقة معتدلة الكاربون ؟"، و"التشريعات الخاصة بالتنمية المستدامة في قطاع البترول والغاز"، و"التمويل، الابتكار والتكنلوجيات من أجل خفض انبعاثات الكربون".