اختتام الملتقى الدولي حول المساهمات المرتقبة والمحددة للتقليص من الانبعاثات قالت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة حكيمة الحيطي، أول أمس الثلاثاء بالرباط، إن فرنساوألمانيا عملتا على مضاعفة مساهماتهما الوطنية في مجال التقليص من انبعاثات الغاز المسبب للاحتباس الحراري. وأكدت الحيطي، في لقاء صحفي على هامش اختتام المنتدى الدولي حول المساهمات الوطنية للبلدان في إطار الاتفاقية -الإطار حول التغيرات المناخية، أن "ألمانيا خصصت مساهمة ل400 مليون من السكان عبر العالم في البلدان الأقل تقدما والبلدان السائرة في طريق النمو التي ستستفيد من تأمين ضد الكوارث الطبيعية". وأشارت إلى التزام كل الدول الشريكة للتوصل إلى التزام قوي خلال الدورة ال21 لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية حول التغيرات المناخية (كوب 21) حيث يمكن للمساهمات أن تخضع لميكانيزمات مراجعة مرنة كل خمس سنوات". وقالت الوزيرة إن المتدخلين في هذا المؤتمر اقترحوا أيضا بأن يكون للتكييف مكانة هامة على مستوى اتفاق (كوب 21)، ودعوا كل الوزراء إلى إعطاء تعليمات لمفاوضيهم بهدف تفعيل توصيات البلدان على مستوى اتفاق باريس. وكانت الحيطي قد أكدت في افتتاح الملتقى أن ما مجموعه 149 دولة قدمت مساهماتها الوطنية في مجال التقليص من انبعاثات الغاز المسبب للاحتباس الحراري. وقالت إن "المساهمات المعروضة تغطي حاليا أزيد من 90 في المائة من الانبعاثات العالمية من الغاز المسبب للاحتباس الحراري". ودعت الوزيرة إلى إيجاد سبيل لتجميع مساهمة القطاع الخاص، مسجلة أن 50 في المائة من الاستثمارات الخاصة في الطاقة تنجز في قطاع الطاقات المتجددة. من جهته، أبرز المفوض الأوروبي في الطاقة والمناخ، ميغيل أرياس كنيتي، أهمية الملتقى الدولي، مشيرا إلى أهمية انعقاده مع اقتراب التئام مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة حول التغيرات المناخية بباريس. واغتنم أرياس هذه المناسبة للإشادة بجميع البلدان التي قدمت مساهماتها الوطنية، مؤكدة على جهودها في التقليص من انبعاثات الغاز المسبب للاحتباس الحراري. من جانبه، شدد المتصرف المساعد لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي المكلف بالسياسات ودعم البرامج، مجي مارتينيز سليمان، على أهمية تقديم دعم تقني للبلدان النامية قصد بلوغ الأهداف المتوخاة والتقليص أكثر من انبعاثات الغاز المسبب للاحتباس الحراري. وفي كلمة بالمناسبة، اعتبر مدير السياسات وتكنولوجيات الطاقة المستدامة بالوكالة الدولية للطاقة (باريس)، كمال بن نصر، أنه من أجل بلوغ هدف الحد من ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض تحت 2 درجات يتعين الرفع من النجاعة الطاقية وتشجيع الاستثمارات في قطاع الطاقة المتجددة والتقليص من انبعاثات المعادن من قبل الصناعيين. وأوضح أنه "لتحقيق هذا المبتغى، يتعين إقامة نظام طاقي أكثر نظافة، وإرساء مراجعة كل خمس سنوات للأهداف المتوخاة وتحديد حد أقصى لانبعاثات الغاز المسبب للاحتباس الحراري دون منع تحقيق نمو اقتصادي للبلدان". وعرف المنتدى مشاركة حوالي 200 مشارك يمثلون القارات الخمس وأزيد من 40 بلدا، ضمنها 20 بلدا ممثلا على مستوى وزاري. ويندرج تنظيم الملتقى في إطار العمل على تمكين الدول من تقييم المجهود المنتظر من المساهمات المرتقبة والمحددة وطنيا للحد من ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض تحت درجتين، وكذا تحفيز السياسات المرتبطة بهذا الموضوع، في أفق المصادقة على اتفاق دولي حول المناخ بمؤتمر باريس في دجنبر المقبل. وجرت أشغال الملتقى على شكل حوار حول دور العلوم في المساعدة على اتخاذ القرار السياسي، ثم من خلال نقاش سياسي في إطار مائدة مستديرة مغلقة رفيعة المستوى.