يعرف المغرب كباقي المجتمعات الانسانية ظاهرة الشعوذة والسحر والاقبال على العرافين ومن يدعي تحقيق الرغبات والأمنيات من قبل ضعاف النفوس والعقول، وتزداد حدة الاقبال على هذه الظاهرة كلما اقتربت مناسبة عاشوراء خاصة من قبل نسوة لهن في السحر والشعوذة مآرب شتى ومصالح متعددة . ومع اقتراب هذه المناسبة يلاحظ كذلك إقبال كثيرين على الاضرحة والتمسح بها ومن هذه الأضرحة ضريح ضريح للاعائشة البحرية لاعتقاد الفتيات اللائي يزرنها أنها تسهل لهن أمر الزواج ، وغالبا ما تتوجه الفتيات الى "خلوة" قصد الاستحمام بماء تقدمه لهن بعض العاملات بالضريح، حيث يتركن بعض ملابسهن الداخلية من اجل طرد "التابعة" وفق معتقداتهن مع كتابة أسمائهن وأسماء فرسان أحلامهن وأمانيهن على جدران الضريح. ولا يقتصر الأمر خلال ليلة عاشوراء على الإقبال على الأضرحة بحثا عن المشعوذين والدجالين، الذين يجعلون منها مكانا يجتمعون فيه من أجل ممارسة طقوس الشعوذة التي تكون مرافقة لهذه المناسبة الدينية. و عاشوراء تعرف أيضا رواجا منقطع النظير حيث تقصد النسوة الباحثات عمن يقضي لهن غرضهن المنشود والذي يتجلى في «تثقيف» شخص ليكون لها وحدها ولمنعه من معاشرة غيرها من النساء، وهذا العمل يدخل في خانة السحر الأسود أو «الخيوبة» كما يصطلح عليه في الدارجة المغربية. لكن تبقى غالبية الأعمال التي تقوم بها النساء خلال هذه المناسبة الدينية مرتبطة بالإيقاع بشاب قصد الزواج به أو« ربطه» كما يصطلح عليه في قاموس المشعوذين أو التقريب بين زوجين عرفت علاقتهما تنافرا كبيرا، من خلال القيام بالكثير من الوصفات التي تقرب بينهما من جديد كالوصفة المشهورة «بالشرويطة» والتي يتم خلطها بالكثير من الأعشاب والمستحضرات من قبيل شدق الجمل وغيره ويتم ملأ هذه «الشرويطة» وخياطتها بخيط أبيض وإحراقها. وتحرص النساء على عدم تفويت مناسبة عاشوراء لاعتقادهن الراسخ أن وصفات السحر التي يتم عملها خلال ليلة عاشوراء تبقى صالحة لعام كامل، أي إلى عاشوراء المقبلة مما يعني أن الزوجة ستحظى بالتفاهم مع زوجها ولن تكون هناك مشاكل بينهما طيلة عام كامل. كما تحرص الفتيات خلال هذه المناسبة على زيارة المشعوذين والدجالين والعرافة الذين يتقنون فن النصب من خلال اقناع زبنائهم على القدرة على إبطال السحر من خلال مجامير البخور و مادة "اللدون" فضلا عن تقديم الوصفات المساعدة على التعجيل بقدوم العريس المنتظر من خلال وصفات تتشكل من حروز وطلاسم وجلود حيوانات ومساحيق من مكونات غريبة.
وتعد « الشعالة» من بين أكثر طقوس عاشوراء التي تنتظرها بعض النساء بشوق كبير ،وتستغلها بعض الفتيات والنساء ليلقين مواد غريبة في النار المشتعلة، وتكون غالبا عبارة عن بخور ووصفات تشتمل على طلاسم وتعويذات شيطانية، يمنحها إياهن «الشوافات» والمشعوذين الذين يترددن عليهم، حتى يضمن بلوغ مراميهن ويحققن مرادهن على طول السنة. وتهدف تلك الأعمال السحرية إلى تطويع الزوج وامتلاكه وجعله كالخاتم في الاصبع ، أو طرد العنوسة، إذ تلقي المرأة أو الفتاة العانس جزءا من أثر الرجل الذي تريده زوجا لها من قبيل ثيابه أو شعر رأسه أو جسده، أو حبات تراب أو غير ذلك مما يمت غليه بصلة