دعا المشاركون في لقاء دولي، اختتمت أشغاله أمس الخميس بمدينة بني ملال، حول "وقع التغيرات المناخية على جهة تادلة أزيلال"، إلى إحداث مرصد وطني/جهوي دائم للمناخ والبيئة بالجهة للمراقبة والإشعار ووضع سياسات ملائمة، وتعزيزه بالموارد البشرية والتقنية والمالية اللازمة للسير العادي، وضمان التمويل المستمر في مجال البيئة. وأوصى المشاركون في هذا اللقاء بتعزيز التعاون الثلاثي (المغرب، والوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة، وغرب إفريقيا) لمسايرة وتتبع تغير المناخ، وتنمية الطاقة المتجددة، وتبادل البيانات، ووضع برامج بحوث علمية مشتركة، وإتاحة الفرصة للجهات المغربية المعنية بالتغيرات المناخية والبيئية لعقد شراكات وتعاون مع نظرائهم الدوليين، بما في ذلك المهارات المغربية المقيمة في الخارج. كما دعوا إلى الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة واستعمال الألواح الشمسية والحرارية (متنزه آيت عتاب)، وملاءمة برامج ترشيد استعمال المياه والري، وتحويل المحاصيل إلى منتجات ذات قيمة عالية، والشروع في برامج التعاون بين الجامعات في مجال البيئة والتكيف مع التغيرات المناخية، والعمل على عدم تمركز الصناعات الغذائية في المناطق الزراعية، وإنشاء قاعدة بيانات للتتبع الآني للموارد الطبيعية بالجهة، ودعوة المهارات المغربية المنحدرة من الجهة والمقيمة بالخارج إلى الانضمام لمنتدى بني عمير. ودعوا أيضا إلى نشر ثقافة احترام البيئة والعمل على تطوير المناهج التربوية والتحسيس الإعلامي الممنهج، وتشجيع البحث العلمي في إيجاد وسائل حديثة للحفاظ على الموارد الطبيعية والتقليل من التغيرات المناخية خاصة الاحتباس الحراري، وإدماج المجتمع المدني وتأهيله وتشجيعه على احترام البيئة والعمل بالمواثيق الدولية المتفق عليها وربطها بالتنمية. وفي هذا السياق، قال رئيس منتدى بن عمير، مزياوي الغزواني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا الملتقى يروم تمكين الخبراء والمتدخلين المغاربة في التغيرات المناخية والبيئة من نسج روابط التعاون مع نظرائهم الدوليين والكفاءات المغربية في الخارج، والتمهيد لبرامج التعاون بين الجامعات في مجال البيئة والتكيف مع التغيرات المناخية، وخلق منتديات منتظمة لتبادل الخبرات والمهارات في مجال التغيرات المناخية والبيئة. من جانبه، قال المدير العام لمركز أطلس للأبحاث والدراسات الإستراتيجية للتنمية، عبد الصمد ملاوي، في تصريح مماثل، إنه من خلال تحليل المعطيات الدولية والوطنية المتوفرة وبعض الأبحاث والدراسات التي أجريت بالجهة والتي نوقشت خلال هذا الملتقى الدولي، الذي تميز بمشاركة خبراء من ألمانيا وكندا والدانمارك وهايتي والمغرب، يلاحظ التأثير الواضح للتغيرات المناخ على عدة قطاعات حيوية، وذلك من خلال عدة مؤشرات منها ارتفاع درجة الحرارة وانخفاض مستوى الموارد الطبيعية. وتمحورت أشغال هذا اللقاء الدولي، الذي نظمه منتدى بن عمير على مدى يومين، وحضره، على الخصوص، الشرقي الضريس الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، ووالي الجهة عامل إقليمبني ملال محمد فنيد، وعامل إقليم الفقيه بن صالح نور الدين أوعبو، وعدد من المنتخبين، حول "وقع التغيرات المناخية على المناطق الجبلية" و"وقع التغيرات المناخية على المناطق السهلية" و"سياسات التكيف تجاه التغيرات المناخية".