قال كاتب الدولة المكلف بالماء والبيئة السيد عبد الكبير زهود إن الدول الإسلامية، وفي ضوء ما تمخض عنه مؤتمر الأطراف بكوبنهاكن بشأن التغيرات المناخية، مدعوة، اليوم وأكثر من أي وقت مضى، إلى الاتفاق على رؤية استراتيجية مشتركة من أجل تقوية موقعها داخل المجموعة الدولية والاستفادة من كل ما من شأنه تعزيز برامجها للتكيف مع ظاهرة الاحتباس الحراري ومواجهة آثار الظواهر القصوى التي تجتاح العديد من البلدان كالفيضانات والأعاصير والجفاف. وأبرز السيد زهود، في تدخله أمام المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء البيئة المنعقد حاليا بمدينة الحمامات التونسية، أن المغرب انخرط في إنجاز العديد من المشاريع المرتبطة بالتكيف مع المتغيرات المناخية. وأشار إلى أن المملكة لجأت إلى إنجاز برامج ضخمة لاستغلال مصادر الطاقات المتجددة وعلى رأسها الطاقة الشمسية والطاقة الريحية، التي من المقرر أن توفر 42 في المائة من حاجيات البلاد الطاقية خلال سنة 2020. وعلى مستوى العمل البيئي الإسلامي المشترك، ثمن المسؤول المغربي المبادرة الخاصة بإحداث مجلس إسلامي للماء، لما تمثله إشكالية المياه من تحدي كبير أمام البلدان الإسلامية، مرتبط بوجودها المستقبلي وأمنها الغذائي وبالتنمية الاقتصادية والاجتماعية وسلامة وصحة المواطن، خصوصا أمام الإكراهات المناخية الحالية. وأكد كاتب الدولة على أهمية إغناء البرنامج الإسلامي المتعلق بالموارد المائية، خاصة ما يرتبط منها بالحفاظ على الموارد المائية وحمايتها من التلوث ومعالجة المياه العادمة وإعادة استعمالها، ومواجهة تأثير الظواهر الطبيعية القصوى والتغيرات المناخية على الموارد المائية. وقال إن المغرب، الذي يتوفر على تجربة في هذا المجال تمتد لعقود، لن يدخر أي جهد لتعميم هذه التجربة في إطار هذا البرنامج. يذكر أن المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء البيئة، الذي يختتم أشغاله مساء اليوم بمشاركة وفود من 44 دولة إسلامية أعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، بحث على مدى يومين جملة من المواضيع التي تهم البيئة والتنمية المستدامة في العالم الإسلامي، وفي مقدمتها برنامج العمل الإسلامي في مجال التنمية المستدامة ومشروع الاستراتيجية الإسلامية حول إدارة مخاطر الكوارث وانعكاسات التغيرات المناخية، بالإضافة إلى عدد من القضايا التي تهم التعاون الدولي والإقليمي في المجال البيئي.