اعتمد المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء البيئة المنعقد حاليا ، بمدينة الحمامات التونسية، قرار المكتب التنفيذي للمؤتمر،خلال اجتماعه الأخير بالرباط ،والخاص بتفعيل المقترح المغربي المتعلق بإحداث (الأكاديمية الإسلامية للبيئة والتنمية المستدامة)، وهو المقترح الذي ورد في الرسالة التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للمؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء البيئة، الذي انعقد بعاصمة المملكة في أكتوبر 2008. وكلف المؤتمر الرابع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بمواصلة التنسيق مع الجهات المختصة في المغرب من أجل تفعيل هذا القرار وإحداث هذه الأكاديمية، طبقا لماء جاء في الرسالة الملكية . ومما جاء في الرسالة الملكية بهذا الخصوص " نقترح عليكم النظر في إمكان إحداث أكاديمية إسلامية للبيئة والتنمية المستديمة لإغناء البحوث وتبادل التجارب وتعزيز القدرات من خلال برامج التكوين". وفي هذا السياق أبرز كاتب الدولة لدى وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، المكلف بالماء والبيئة ، السيد عبد الكبير زهود ، أهمية تفعيل الاقتراح المغربي في المرحلة الراهنة ، التي تتميز ببلورة الإطار العام للبرنامج الإسلامي للبيئة والتنمية المستدامة، وإخراجه إلى حيز التنفيذ ،من خلال وضع الآليات التنفيذية الضرورية لإنجاز هذا البرنامج . وقال السيد زهود، في كلمة أمام المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء البيئة،إن إحداث الأكاديمية الإسلامية للبيئة والتنمية المستدامة، طبقا لما ورد في الرسالة الملكية السامية إلى المؤتمر الثالث بالرباط يندرج في هذا الإطار . وذكر في هذا الصدد بقرار المؤتمر الثالث اعتماد الرسالة الملكية كوثيقة عمل ومرجعية أساسية، وتكليف مدير عام الإيسيسكو بدراسة سبل تفعيل المقترح الملكي وعرضه على المجلس الوزاري للمؤتمر ومكتبه التنفيذي الذي قرر خلال اجتماعه في أبريل الماضي بالرباط مواصل العمل على تنفيذ هذا المشروع بتنسيق مع المغرب. وبعد أن أشار كاتب الدولة إلى أن المشروع يشكل خطوة هامة لإنجاح البرامج الإسلامي للبيئة والتنمية المستدامة وإثراء العمل الإسلامي المشترك في مجال البيئة ، أبرز أن هذه الأكاديمية ستشكل فضاء لإنتاج المعرفة و نشرها و تطوير التقنيات الحديثة في ميدان البيئة والتنمية المستدامة. وأضاف أن المشروع "سينطلق من المرتكزات الإسلامية في تكوين الشخصية المتكاملة للإنسان وعلى رأسها العلم الذي هو فريضة على كل مسلم"، مشيرا إلى أن هذه المؤسسة الجديدة من شأنها أن تساهم في تعزيز لقدرات الدول الإسلامية في مجال اتخاذ القرارات التي تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، وكذا توفير تكوين عال وشامل في مختلف المجالات المرتبطة بمبادئ الإدارة البيئية ، مما سيسمح بتعزيز الروابط بين التطور العلمي واتخاذ القرار في هذا المجال. وشدد السيد زهود على عزم المغرب العمل على تحقيق هذا المشروع الهام بالتعاون مع الإيسيسكو وكل الدول والمنظمات المنضوية تحت لواء منظمة المؤتمر الإسلامي، وجهات أخرى إقليمية ودولية ، مجددا رغبة المملكة في استضافة (الأكاديمية الإسلامية للبيئة والتنمية المستدامة) . يذكر أن المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء البيئة ، الذي افتتحه أمس الرئيس التونسي زين العابدين بن علي،بمشاركة وفود من 44 دولة إسلامية أعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، يبحث على مدى يومين جملة من المواضيع التي تهم البيئة والتنمية المستدامة في العالم الإسلامي، في مقدمتها برنامج العمل الإسلامي في مجال التنمية المستدامة ومشروع الإستراتيجية الإسلامية حول إدارة مخاطر الكوارث وانعكاسات التغيرات المناخية،بالإضافة إلى عدد القضايا التي تهم التعاون الدولي والإقليمي في المجال البيئي .