فجأة,انطلقت أوراش الإصلاحات في بعض الأماكن من المدينة خاصة المحاذية للطرق الرئيسية من صباغة الواجهات و الأرصفة و وتشذيب الأشجار....كما انتشر أعوان السلطة حاثين المواطنين على طلاء واجهات مساكنهم التي ينبغي أن تشملها هذه الحملة. وحين تساءل المواطنون عن السر حول هذه الأشغال وبهذا الزخم و السرعة,بطل عجبهم لما علموا أن صاحب الجلالة سيقوم بزيارة للإقليم.وهي بادرة طيبة و زيارة ميمونة على كل حال فكل المواطنين متشوقون للتملي بطلعته البهية. لكن العديد من المواطنين يتساءلون أين كان المسؤولون كل هذه المدة للعناية بالمدن و القرى التي سيمر منها الموكب الملكي قبل علمهم بالزيارة الملكية؟هل ينتظر هؤلاء الزيارة الملكية للشروع في هذه الأوراش ذات الطابع التجميلي للتستر على فشلهم في تدبير الشأن المحلي؟؟ إننا لا نشك في أن العديد من المدن و المراكز القروية بالإقليم تشترك في وجود اختلالات كثيرة إلا أننا نفضل الحديث عن الوضعية في مدينة قصبة تادلة و التي تتميز بطابعها الخاص. فإذا كانت الواجهات تحظى بالعناية السريعة التي ليست سوى ستر للعيوب و مكامن الخلل و التي يفرضها ضيق الوقت الذي يفصلنا عن الزيارة الملكية. فمتى سينكب المسئولون بشكل جدي على إيجاد الحلول للمشاكل التي لازالت كامنة تنتظر الإنجاز؟و سنسوق بعضا منها. و للإشارة فقد تناولتها العديد من المنابر الإعلامية المتنوعة.ومن هذه المشاكل: 1- البناء الغير مرخص أو "العشوائي" و الذي انتشر داخل المدار الحضري كالطاعون دون مراعاة لتصميم التهيئة للمدينة في غياب تام للسلطة التي تقاعست تماما عن القيام بواجبها في زجر المخالفين وكذا تطبيق القانون و على رأسها الوالي السابق. 2- انتشار الحفر في الأحياء الهامشية بشكل لافت يكشف عن عدم و جود مجلس بلدي بالمدينة لتولي هذه المهمة,مما يزكي اهتمام المجلس البلدي بالشوارع الرئيسية فقط. 3- احتلال الملك العام من طرف أصحاب المحلات التجارية و ورشات الحرفيين وبعض المقاهي,إضافة إلى التجار"الفراشة"الذين يحتلون أرصفة شارع20 غشت وما يسببه ذلك من عرقلة للسير بهذا الشارع وبالتالي دفع المارة للسير في الطريق الخاص بالعربات مما يعرض حياتهم للخطر,يحدث هذا رغم أن البديل موجود و نعني به استغلال فضاء السوق الأسبوعي من طرف هؤلاء الباعة. 4- تزايد عدد العاطلين و المهمشين و انتشار الهشاشة و الفقر نظرا لعدم وجود وحدات صناعية أو ما شابهها لتشغيل أعداد العاطلين بعد إغلاق معمل" إيكوز" . 5- انعدام الأمن بسبب انتشار جرائم اللصوصية و السلب تحت التهديد بالأسلحة البيضاء والسطو على ممتلكات المواطنين مما جعل هؤلاء يعيشون حالة من الرعب الدائم,أضف إلى ذلك تزايد أعداد مروجي المخدرات و المسكرات الشيء الذي يساهم في تزايد الجرائم المشار إليها. 6- استمرار عملية ترييف المدينة التي ينهجها المجلس البلدي,و ذلك بالإبقاء على السوق الأسبوعي داخل المدينة مع ما يترتب عن ذلك من عرقلة للسير بشارع 20 غشت بالنسبة للسائقين و تعريض المواطنين لأخطار الطريق بسبب الازدحام على مداخل السوق. 7- انعدام الفضاءات الخاصة بالأطفال و الشباب مما يدفع العديد منهم إلى ممارسة بعض الرياضات إما في الطريق العام أو داخل الأحياء الشيء الذي يؤدي إلى إزعاج السكان بالضجيج و بالكلام الخادش للحياء.وخص بالذكر الأحياء:إيكوز,الراشدية,السامي,الرحمة... 8- تزايد المشردين و المختلين عقليا الذين يشكلون خطرا محدقا على عموم المواطنين وعلى أنفسهم, وهم لا يجدون مآوي لحمايتهم كما أن بعضهم في حاجة إلى المستشفيات قصد العلاج النفسي. 9- أطلال بناية معمل "إيكوز"المشوهة للمدينة لازالت قائمة,شاهدة على الشلل الذي أصاب المسئولين لتحويلها إلى مشروع يساهم تنمية المدينة و الحد من تنامي الهشاشة و الفقر بين الساكنة. 10- حالة النقل الحضري التي تتطلب تدخلا عاجلا لإنقاذ هذا القطاع من سطوة أصحاب الطاكسيات,و البحث عن شركات القطاع الخاص لربط المدينة بمحيطها بخطوط للنقل لما في ذلك من خدمة للمدينة وللساكنة بمحيطها على السواء. إن إهمال هذه المتطلبات من طرف المسئولين بالمدينة و العناية بالواجهة فقط, دليل صارخ على أنهم يمارسون النفاق بكل تجلياته و من الأكيد أن هذا التصرف لا يشرف صاحب الجلالة الذي يحث دائما على خدمة رعاياه,و أن على المسئولين ألا يدخروا جهدا في ذلك.فمتى سيكون هؤلاء عند حسن ظن صاحب الجلالة؟و متى يقلعون عن ممارسة هذه الظاهرة التي تعطي انطباعا سيئا عن هؤلاء المسئولين الذين "يخافون" أكثر مما يقومون بواجباتهم على الوجه الأكمل؟