أوقفت مصالح الأمن ببني ملال قاتل الضحية الذي عثر عليه ليلة الإثنين الماضي جثة هامدة بعد تلقيه ضربة قوية بقنينة خمر في رأسه كانت كافية بأن تودي بحياته. كما أوقف المحققون في جريمة " أولاد عياد ببني ملال " خمسة أشخاص آخرين كانوا يجالسون الضحية ليلة وقوع الجريمة، ووجهت إليهم تهم عدم التبليغ بجريمة قتل وعدم تقديم مساعدة لشخص في حالة خطر والسكر. وينتظر، أن يتم تقديم الأشخاص الستة الموقوفون، بعد استكمال إجراءات البحث ، إلى الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف للنظر في التهم المنسوبة إليهم وتقديمهم إلى العدالة بعد تعميق البحث معهم. ووفق مصادر مطلعة، فإن جريمة القتل التي استفاق على هولها سكان منطقة أولاد سليمان بحي أولاد عياد ببني ملال، الإثنين الماضي، وقعت بعد أن لعبت الخمرة برؤوس مجموعة من الأصدقاء الذين ظلوا طيلة ليلة الجريمة يعاقرون الخمر ويحتسون ماء الحياة، إذ صارت مصدر تهديد حياة مجموعة من شباب الحي الذين أصبحوا يتعاطونها بشكل ملفت بعد تكاثر نقط بيعها في الحي سالف الذكر. وأضافت المصادر ذاتها، أن الندامى الستة تداولوا مواضيع عدة وضلوا في متاهات دروبها بعد أن فقدوا السيطرة على تصرفاتهم وأفكارهم، ما أدى إلى نشوب خلاف بين القاتل والضحية والدخول في شنآن هامشي بعد أن طفح سكرهما ولم يقويا على التحكم في تصرفاتها. و احتدم النقاش بين الغريمين، ثم تبادلا الضربات الموجعة بعد أن استحكمت العداوة بينهما الأمر الذي حذا بالقاتل إلى توجيه ضربة قوية بقنينة أصابت الضحية في رأسه فأردته جثة هامدة. لم يتمكن الندامى الخمسة من إنقاذ الضحية، تضيف مصادر مطابقة، بعد أن خر صريعا يواجه حتفه لوحده، ففروا تاركين إياه دون تقديم المساعدة إليه أو إخبار رجال الأمن بوقوع الجريمة متناسين أن " الروح عزيزة عند الله". وكان مواطنون بأولاد عياد التابعة للمنطقة الحضرية ببني ملال عثروا في الساعات الأولى من صباح الإثنين الماضي، على جثة ملطخة بالوحل ما أعطي انطباعا أوليا أن الضحية تعرض للعنف من قبل جناة مفترضين ارتكبوا جريمتهم في جنح الظلام. وبمجرد علمها بوقوع الجريمة، انتقلت عناصر الشرطة العلمية التابعة للضابطة القضائية ببني ملال لتجميع المعطيات الأولى التي قادت المحققين إلى إيقاف الفاعل وكذا خمسة متهمين آخرين اعترفوا جميعا أنهم كانوا يتعاطون الخمر برفقة الضحية ليلة الجريمة. كما باشرت فرقة أمنية متخصصة بحثا أوليا، ركز فيه المحققون على محيط ومعارف الضحية الذي شوهد ليلة الجريمة في حيه بمعية بعض رفاقه في حالة سكر طافح، إذ تم الاستماع أول الأمر إلى بعض أفراد عائلته وكذا أصدقائه المقربين للاستئناس بأقوالهم وحبك السيناريوهات لإلقاء القبض على الفاعلين الذين اختفوا عن الأنظار معتقدين أنهم أفلتوا من العقاب. وذكرت مصادر متطابقة، أن فرقا أمنية كثفت من حملاتها التمشيطية بأولاد عياد طيلة يوم الإثنين بالتركيز على غابات الزيتون المجاورة لمنزل الضحية، وكذا تفتيش محلات الأنترنيت والمقاهي التي يرتادها بعض المشتتبهين في أمرهم، وتم إيقاف مجموعة من المشتبه فيهم سيما الذين يحتك بهم الضحية، في انتظار التوصل بنتائج التشريح الطبي الذي أكد نتيجته تعرض الضحية إلى العنف المفضي إلى الموت، ما ساعد المحققين على إيقاف الفاعلين في ظرف وجيز لم يتعد بضع ساعات على وقوع جريمة القتل التي هزت سكان أولاد عياد.