اقترحت قطر ارسال قوات عربية لوقف اراقة الدماء في سوريا التي يحتدم فيها العنف برغم وجود المراقبين الذين ارسلتهم الجامعة العربية للتحقق من نجاح خطة السلام العربية. وسئل ان كان يحبذ تدخل الدول العربية في سوريا فقال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني لمحطة سي.بي. اس التلفزيونية الامريكية انه ينبغي ارسال بعض القوات لوقف القتل. وامير قطر الذي دعمت بلاده حملة حلف شمال الاطلسي العام الماضي والتي ساعدت المعارضين الليبيين في الاطاحة بمعمر القذافي هو أول زعيم عربي يقترح مثل هذه الخطوة. وذكرت المحطة التلفزيونية على موقعها الالكتروني ان المقابلة ستذاع في برنامج (60 دقيقة) يوم الاحد. ويرأس رئيس الوزراء القطري لجنة الجامعة العربية بشأن سوريا وقال ان القتل لم يتوقف برغم وجود المراقبين العرب الذين ارسلوا الى هناك الشهر الماضي . وفي تنويه عن المقابلة على موقع القناة على الانترنت لم يوضح أمير قطر كيف يمكن لاي تدخل عربي أن ينجح. ولا توجد في الغرب رغبة لتكرار التدخل العسكري الذي حدث في ليبيا على الرغم من ان فرنسا تحدثت عن الحاجة الى اقامة نطاقات امنة لحماية المدنيين في سوريا. وتقول الاممالمتحدة ان أكثر من خمسة الاف شخص قتلوا منذ بدء الاحتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الاسد في مارس اذار. ويقول مسؤولون سوريون ان ألفين من قوات الامن قتلوا على يد "ارهابيين" مسلحين. وفي احدث اعمال عنف قال زعيم معارض في المنفى نقلا عن سكان تحدث اليهم هاتفيا ان الدبابات والقوات السورية استأنفت هجومها على بلدة الزبداني التي يسيطر عليها منشقون على الجيش قرب الحدود اللبنانية يوم السبت مما اسفر عن وقوع نحو 40 من الضحايا. واضاف ان حافلات خضراء احضرت الى البلدة مما يشير الى الاستعداد لحملة اعتقال جماعي في الزبداني. وهذا اكبر هجوم عسكري على معارضي الرئيس بشار الاسد منذ بدأ المراقبون العرب عملهم يوم 26 ديسمبر كانون الاول. وفي حي القابون بدمشق قال احد السكان ان قوات الامن قتلت محتجا عمره 17 عاما عندما اطلقت النار على مظاهرة ليلية كانت تطالب بتنحي الاسد. وقال الساكن الذي قال ان اسمه سامي "اصيب في الصدر." واضاف ان قوات الامن "اخذت ستة متظاهرين جرحى اخرين من على الارض ونقلتهم الى مجمع مخابرات القوات الجوية في حرستا." وفي اماكن اخرى قال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان اربعة مدنيين قتلوا بينهم فتى عمره 13 عاما ورجل بالرصاص في مدينة حمص. وذكرت الوكالة العربية السورية للانباء ان الجيش السوري شيع 16 جنديا قتلهم "ارهابيون" مسلحون في محافظات حمص ودمشق وادلب في شمال غرب البلاد. كما قالت الوكالة ان تفجيرا نفذه مسلحون في ادلب اخرج قطار شحن ينقل وقودا لمحطة للكهرباء عن مساره الامر الذي اسفر في اشتعال النيران في عدد من ناقلات الوقود واصابة ثلاثة اشخاص. ولم يتراجع العنف برغم وجود بعثة المراقبين العرب التي تعرضت لانتقاد حتى من بعض اعضائها لفشلها في وقف اراقة الدماء ولمنحها الاسد المزيد من الوقت لسحق خصومه. وقال مصدر بالجامعة "هذا هو الاسبوع الاخير في الشهر الذي اتفقت عليه سوريا والجامعة العربية (بشأن مدة المراقبين) وسيشهد نشرا كبيرا للمراقبين" مضيفا ان 40 مراقبا جاهزون للانضمام الى الفريق الذي يضم نحو 165 عندما يطلبهم رئيس البعثة الفريق اول الركن محمد الدابي. وتأجلت خطط زيادة عدد المراقبين الاسبوع الماضي بعد تعرض 11 مراقبا لاصابات طفيفة عندما هاجم حشد مؤيد للاسد موكبهم في اللاذقية يوم الاثنين الماضي. كما دفعت تلك الواقعة المراقبين الى تعليق عملهم ليومين. ومن المقرر ان يرفع الدابي تقريرا الى الجامعة العربية يوم الخميس وسيقرر وزراء الخارجية العرب حينها ما اذا كانوا سيواصلون المهمة او ربما يحيلون سوريا الى مجلس الامن. وقال نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية يوم الجمعة انه يخشى من تحول النضال المستمر منذ عشرة اشهر للاطاحة بالاسد الى حرب اهلية. وبدأت الاشتباكات المسلحة تغلب على الاحتجاجات السلمية التي بدأت بها الانتفاضة مما اثار المخاوف من اندلاع صراع واسع في سوريا التي تضم الى جانب الاغلبية السنية اقليات علوية ودرزية ومسيحية وكردية. وعقد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الذي اصبحت بلاده احد اشد المنتقدين للاسد بعد تحالف قوي سابق معه محادثات في بيروت مع الرئيس ميشال سليمان وعدد من الساسة يوم السبت. ونقلت صحيفة النهار اللبنانية اليومية عن الامين العام للامم المتحدة بان جي مون الذي زار لبنان قبل ذلك بيوم قوله ان على السلطات السورية ان تستجيب للامال المشروعة للشعب السوري في الديمقراطية. كما حث مجلس الامن الدولي الذي اعاقت روسيا والصين اتخاذه لقرارات حاسمة بشأن سوريا على توحيد توجهه فيما يتعلق بسوريا.