الجيش السوري يقتحم الزبادي وانشقاق عشرات العلماء والعرب يبحثون صيغ جديدة لوقف العنف قتل 13 شخصا على الأقل برصاص الأمن في مناطق متفرقة من سوريا أول أمس السبت، بينما يشن الجيش السوري حملة عسكرية على مدينة الزبداني في ريف دمشق، وفق ما قال ناشطون. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن من بين القتلى طفلا وامرأة، بالإضافة إلى ستين شخصا على الأقل أصيبوا بجراح نتيجة للقصف الذي تعرضت له مدينة الزبداني في ريف دمشق منذ أمس الجمعة. كما قال ناشطون إن قوات الأمن السوري قتلت مواطنا لبنانيا يدعى حسن عبيد في منطقة وادي خالد الحدودية، وأطلقت النار على متظاهرين توافدوا على المدخل الجنوبي لمدينة سراقب للقاء بعثة المراقبين العرب. وقال عضو تنسيقة الزبداني علي إبراهيم للجزيرة إن القصف متواصل منذ عصر الجمعة الماضي، مشيرا إلى سقوط أكثر من خمسين جريحا. ووصف الوضع في الزبداني بأنه مأساوي، مشيرا إلى أن المدينة تحتاج إلى إغاثة. وقال أيضا إن الجيش الحر يتصدى للمهاجمين، وأشار إلى قطع كامل للاتصالات والكهرباء. ونقلت رويترز عن مصادر بالمعارضة السورية لم تسمها أن الدبابات والقوات السورية استأنفت هجومها على بلدة الزبداني التي يسيطر عليها منشقون عن الجيش قرب الحدود اللبنانية «مما أسفر عن وقوع نحو أربعين من الضحايا». وتحدثت مصادر المعارضة نقلا عن سكان في الزبداني عن استعدادات لحملات اعتقال جماعي. ووصفت رويترز الهجوم على الزبداني بأنه الأكبر منذ بدأ المراقبون العرب عملهم يوم 26 ديسمبر الماضي. كما صدر بيان عسكري من الجيش السوري الحر-كتيبة حمزة بن عبد المطلب (منطقة الزبداني ومضايا) «يمهل القوات المعتدية 24 ساعة لإخلاء المنطقة والانسحاب التام، وإلا ستقوم عناصر الكتيبة بتدمير المرافق الحيوية بالمنطقة، وعلى رأسها الآبار الارتوازية المتوجهة إلى دمشق، والتي تعتبر المصدر الأساسي لمياه الشرب بعدة مناطق على رأسها مساكن الضباط بقرى الأسد والديماس والصبورة وجديدة عرطوز وغيرها». كما هدد بتدمير خط التوتر العالي الدولي المار من المنطقة على الحدود اللبنانية، وكذلك أبراج الخليوي التابعة لشركة سيرياتل. من ناحية أخرى، كشف عضو في المجلس الوطني السوري عن انشقاق مصطفي الشيخ وهو أحد قادة الجيش السوري في الشمال برتبة عميد، مشيرا إلى أنه هرب إلى تركيا قبل أسبوعين. ونقلت أسوشيتد برس نقلا عن محمود عثمان من الجيش السوري الحر أن الشيخ الذي يعد من أكبر رتب الجيش الذين انشقوا، بقي فترة في معسكر ضم منشقين قرب الحدود التركية. كما تحدث ناشطون سوريون عن تمرد ثلاثين معتقلا في سجن الرقة لرفضهم الانتقال لسجن آخر قبل زيارة المراقبين العرب. وفي مواجهات أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أربعة مدنيين قتلوا بينهم فتى عمره 13 عاما ورجل قتل بالرصاص في مدينة حمص. من جهتها ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن الجيش السوري شيع جنازة 16 جنديا، قالت إن إرهابيين قتلوهم في محافظات حمص ودمشق وإدلب. كما قالت الوكالة إن تفجيرا نفذه مسلحون في إدلب أخرج قطار شحن ينقل وقودا لمحطة للكهرباء عن مساره الأمر الذي أسفر عن اشتعال النيران في عدد من ناقلات الوقود وإصابة ثلاثة أشخاص. وفي تطور آخر، انفجرت سيارة مفخخة في حي باب هود وسط مدينة حمص، بينما استهدفت قذائف هاون مركزا للاتصالات في حي البياضة بالمدينة اليوم السبت. وقال محافظ حمص غسان عبد العال ليونايتد برس إنترناشونال إن سيارة مفخخة انفجرت في حي باب هود وسقط عدد من الضحايا، مشيرا إلى أن السيارة انفجرت قرب صيدلية تحوي مواد كيميائية وغيرها مما ساهم بزيادة الحريق. وقالت مصادر محلية بحمص إن سيارات الإسعاف والإطفاء تتعرض لإطلاق رصاص من قبل المسلحين. وأكد المحافظ أن مقسم هاتف حي البياضة الذي يتسع لأربعين ألف خط تعرض لهجوم بثلاث قذائف هاون بعد ظهر اليوم، مشيرا إلى أنها ليست المرة الأولى التي تستهدف المجموعات المسلحة هذا المركز. يُشار إلى أن المواجهات الدامية وأعمال القتل اليومي لم تتراجع برغم وجود بعثة المراقبين العرب التي تعرضت لانتقاد حتى من بعض أعضائها «لفشلها في وقف إراقة الدماء ولمنحها بشار الأسد المزيد من الوقت لسحق خصومه». وقد تأجلت خطط زيادة عدد المراقبين الأسبوع الماضي بعد تعرض 11 مراقبا لإصابات طفيفة عندما هاجم حشد مؤيد للأسد موكبهم في اللاذقية يوم الاثنين الماضي. كما دفعت تلك الواقعة المراقبين لتعليق عملهم يومين. ومن المقرر أن ترفع بعثة المراقبين تقريرا إلى الجامعة العربية الخميس، حيث سيقرر وزراء الخارجية العرب حينها ما إذا كانوا سيواصلون المهمة أو ربما يحيلون سوريا لمجلس الأمن. وكان الأمين العام للجامعة نبيل العربي قد أعرب عن تخوفه من حرب أهلية في سوريا.