حمص تستعد لصول المراقبين العرب والجيش السوري يحاصر المدينة قال ناشطون إن الجيش السوري سحب صباح أمس دبابات من حي بابا عمرو بمدينة حمص قبيل وصول بعثة المراقبين التابعين لجامعة الدول العربية إلى المدينة، في حين أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن 56 شخصا قتلوا أول أمس في عمليات أمنية وعسكرية بعدة مناطق بالبلاد معظمهم في حمص. وأكد رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان -ومقره العاصمة البريطانية لندن- رامي عبد الرحمن أن الجيش سحب 11 دبابة من حي بابا عمرو حوالي الساعة السابعة من صباح أمس بالتوقيت المحلي (الخامسة بتوقيت غرينتش)، وأضاف أن عددا من الدبابات لا تزال في الحي، وأن الجيش يخفيها في مبان حكومية. وفي السياق ذاته نسبت وكالة رويترز لشاهد عيان يدعى محمد صالح قوله إن الجيش السوري سحب على الأقل ست دبابات، مضيفا أنه ليس متأكدا مما إذا كانت هناك دبابات أخرى لا تزال في الحي أم لا. وأضاف محمد صالح «بيتي يقع في المدخل الشرقي لحي بابا عمرو، وقد رأيت على الأقل ست دبابات تخرج من الحي حوالي الثامنة صباحا (بالتوقيت المحلي)، ولست أدري إن كان هناك في الحي مزيد من الدبابات أم لا». ويأتي سحب الدبابات من حي بابا عمرو قبيل وصول بعثة مراقبين تابعين للجامعة العربية توجهوا صباح اليوم إلى مدينة حمص لمراقبة مدى تنفيذ النظام السوري لخطة عمل عربية وقعها في الأيام الأخيرة مع الجامعة. وتنص الخطة على سحب الجيش من المناطق السكنية ووقف أعمال القتل وإطلاق سراح المعتقلين في المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام، والسماح لوسائل الإعلام بالدخول إلى مناطق التوتر والعمل فيها بحرية. وحسب الناشطين السوريين فإن حي بابا عمرو تعرض أمس وأول أمس لقصف عنيف أسفر عن دمار كبير، وعن عشرات القتلى والجرحى. وأظهر تسجيل مصور بثه نشطاء على الإنترنت ثلاث دبابات في الشوارع قرب مبان سكنية في الحي أطلقت إحداها مدفعها الرئيسي، بينما كانت دبابة ثانية تطلق قذائف مورتر حسب ما يبدو. وأظهرت اللقطات جثثا مشوهة وسط برك من الدماء في شارع ضيق، وسقطت أعمدة الكهرباء، وانفجرت سيارات واحترقت كما لو كانت قد تعرضت للقصف بقذائف مدافع دبابات أو مورتر. وقال لرويترز مواطن يدعى فادي يعيش قرب حي بابا عمرو إن ما يحدث «مجزرة»، وأضاف أن الحي يتعرض للقصف بقذائف المورتر ونيران الرشاشات الثقيلة، وأن السكان والمقاتلين باتوا محاصرين بسبب الخنادق التي حفرها الجيش حول الحي في الأسابيع الأخيرة. كما نقلت الوكالة نفسها عن الناشط يزن الحمصي قوله إن هناك عددا كبيرا من القتلى والجرحى «من الصعب جدا الوصول إليهم وعلاجهم بسبب القصف الشديد في شتى أنحاء الحي». ومن جهة أخرى قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 56 شخصا قتلوا يوم أمس في عمليات أمنية وعسكرية بعدة مناطق سورية معظمهم في حي بابا عمرو بحمص، في حين أكد ناشطون أن الجيش اقتحم أحياء الحميدية والشرقية والبارودية في مدينة حماة، وسط حملة دهم واسعة وإطلاق نار كثيف من الرشاشات الثقيلة على المنازل. وحسب الهيئة فقد سقط 21 قتيلا على الأقل يوم أمس في مدينة حمص وستة في مدينة حماة، بينما سقط بقية القتلى في مدن دمشق وحلب ودير الزور وإدلب، كما قالت الهيئة إن سبعة قتلى سقطوا صباح اليوم برصاص الأمن السوري. وقال الناشطون السوريون إن مناطق الشيفونية والأشعري في مدينة دوما بريف دمشق تعرضت أمس لقصف عنيف استخدمت فيه المروحيات، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل. وأشارت الهيئة إلى أن هناك نزوحا جماعيا من بلدة دير سنبل في محافظة إدلب بعد مطالبة الجيش والأمن النساء والأطفال بمغادرة البلدة، وفي القورية بدير الزور تجوب ناقلات جند مدرعة شوارع المدينة وتطلق النار عشوائيا باتجاه المنازل، كما اعتقلت قوات الأمن أكثر من 250 شخصا، وانتشر القناصة على أسطح بعض المباني. وقد خرجت مظاهرات ليلية في مناطق عدة بالبلاد منها محافظة ريف دمشق تضامنا مع حي بابا عمرو. وبث ناشطون صورا لمظاهرات في مدن دوما وسقبا ويبرود ومضايا والزبداني هتفت للمدن المحاصرة وحيت الجيش السوري الحر المنشق عن الجيش النظامي، وأكدت على مطالبتها بإسقاط النظام. كما خرجت مظاهرات في محافظة درعا رغم العمليات الأمنية المستمرة في مدن بصر الحرير وداعل، ونادى المتظاهرون في درعا البلد والمحطة وجاسم وإنخل والغارية الشرقية بإسقاط النظام وبالوقوف جنبا إلى جنب مع المدن التي تشهد عمليات أمنية. كما خرجت مظاهرة حاشدة في مدينة إدلب نصرة للمناطق المحاصرة وخصوصا حي بابا عمرو في حمص، وأكد المتظاهرون استمرار الثورة حتى إسقاط النظام. وفي مدينة تلبيسة استهدف تفجير خطا للغاز شرقيّ المدينة في وقت سابق من فجر اليوم، ويقول الناشطون إن طائرات حربية تابعة للنظام هي التي فجرت الأنبوب «في محاولة جديدة لتشويه الثورة السلمية». يُذكر أن بعضا من خطوط النفط في منطقة حمص ودير الزور كانت قد تعرضت لتفجيرات مماثلة في الأسابيع والأشهر الماضية.