ندد الطيب الفاسي الفهري، وزير خارجية المغرب، الأربعاء 16 نوفمبر، بالهجوم الذي تعرضت له سفارة بلاده في دمشق، وأكد أن "هذا لا يسهل التواصل والحوار وحضور السفارات في هذا الوضع الراهن". وقال الوزير المغربي في مؤتمر صحافي في ختام المنتدى التركي-العربي "أندد بكل ما يحدث داخل وخارج السفارات في دمشق"، مضيفا أن "مرافق السفارة المغربية في دمشق" تعرضت هذا الصباح لهجوم "من العديد من الأشخاص (..) وهذا لا يسهل التواصل والحوار وحضور السفارات في الوضع الراهن". وسئل الفاسي الفهري عما إذا كان يعني بهذا أن المغرب سيسحب سفيره في دمشق، فقال "نتمنى أن نبقى وسأعطيكم جوابا واضحا بعد اجتماع وزراء الخارجية" العرب الذي اختتم أعماله مساء الأربعاء في العاصمة المغربية لبحث الضمانات التي تطلبها الجامعة العربية من الحكومة السورية لإرسال وفد من المراقبين لحماية المدنيين في سوريا. من جهته أعلن السفير المغربي في دمشق الأربعاء أن عشرات المتظاهرين هاجموا سفارة المملكة المغربية التي تستضيف في الرباط اليوم اجتماعا وزاريا عربيا مخصصا لبحث الأزمة السورية، وذلك على هامش أعمال منتدى تركيا-البلدان العربية. وقال السفير محمد الخصاصي في تصريح لوكالة فرانس برس إن "ما بين 100 و150 شخصا تظاهروا أمام مبنى السفارة ظهر اليوم احتجاجا على اجتماع الرباط وقاموا بتصرفات غير مسؤولة كالاعتداء على العلم المغربي وإلقاء الحجارة والبيض على السفارة". وذكر السفير المغربي للوكالة انه قابل وفدا من المتظاهرين واستمع إلى احتجاجهم وشرح لهم حيثيات اجتماع الرباط "كما سبق وشرحناها للمسؤولين في وزارة الخارجية". وأوضح السفير أن "اجتماع الرباط جاء على هامش أعمال منتدى تركيا-البلدان العربية المقرر عقده منذ عدة أسابيع، إلا أن الاجتماع اتخذ بعدا جديدا وخاصة انه جاء مباشرة بعد قرار الجامعة وخاصة المتعلق بتعليق عضوية سوريا فتظاهر المحتجون". وشدد السفير أمام المتظاهرين على "احترام سيادة المملكة ورموزها وبخاصة العلم الوطن"، مؤكدا أن "المملكة لا تقبل أي مزايدة عليها في ما يتعلق بمواقفها العربية والقومية والدولية". وأكد السفير على أن "العلاقات الثنائية بين البلدين جيدة ومستمرة"، لافتا إلى أن "المملكة عضو في الجامعة العربية وملزمة بالقرارات الصادرة عنها". ويعقد في الرباط الأربعاء في اليوم نفسه الذي سيدخل فيه قرار تعليق عضوية دمشق في الجامعة العربية حيز التنفيذ, اجتماع وزاري عربي مخصص لبحث الأزمة السورية وذلك على هامش أعمال منتدى تركيا-البلدان العربية. إلا أن دمشق قررت عدم المشاركة في الاجتماعين المزمع عقدهما الأربعاء في الرباط، وأحدهما على مستوى وزراء الخارجية العرب مخصص للبحث في الأزمة السورية، وعزت السبب إلى "تصريحات صدرت عن مسؤولين في المغرب"، كما أفاد الإعلام الرسمي السوري مساء الثلاثاء. وقال التلفزيون الرسمي السوري في خبر عاجل نقلا عن وزارة الخارجية السورية إن "قرار سوريا في المشاركة في اجتماعي الرباط كان تلبية لبعض الدول العربية الشقيقة لكنه في ضوء التصريحات التي ابلغنا بها من مسؤولين في المغرب قررت سوريا عدم المشاركة". بدورها اوضحت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) انه بعد قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية "عملت بعض الدول العربية الشقيقة على طرح حلول لإعادة المصداقية والشرعية إلى طريقة عمل الجامعة العربية ودورها كما أكدت على الأهمية البالغة لحضور سوريا الاجتماع الخاص بالتعاون العربي-التركي والاجتماع الوزاري لمجلس الجامعة العربية في الرباط". وأضافت سانا نقلا عن مصدر مسؤول في الخارجية السورية "نتيجة لذلك قررت سوريا المشاركة في هذين الاجتماعين تلبية لرغبة هذه الدول العربية وإيمانا منها في تعزيز العمل العربي المشترك بعيدا عن ردود الأفعال وعلى الرغم من معرفتها بما يحاك ضدها من الضغوط التي تمت ممارستها على الدول التي سعت إلى استصدار هذا القرار المشين". وأوضح المصدر انه "في ضوء التصريحات التي صدرت عن مسؤولين في المغرب والتي تم إبلاغنا بها رسميا فقد قررت سوريا عدم المشاركة في هذين الاجتماعين.