أصبح مشهد مرور قطعان الكلاب في شوارع القصيبة من المشاهد التي ألفتها العين و اعتاد عليها الناس بل أصبح من المعتاد أيضا أن تسمع عن عضة هنا و هناك دون أن يتحرك أي مسؤول لتنظيف المدينة منها فيبدو أن الكلاب الضالة أمست قدرا من أقدار القصيبيين لا مرد له و لا مناص من التآلف معها و كأنها أبقار جاموسية في مدينة هندية. تتجول الكلاب و تصول جيئة و ذهابا في شوارع المسيرة الخضراء و الحسن الثاني و بئر انزران تقتات على الأزبال المتراكمة في كل مكان بسبب الإضرابات المتتالية لعمال البلدية و تتزاوج دون حرج أمام أعين الناس ، الذكورتتصارع في حروب الظفر بالإناث دون خوف و لا وجل و الإناث تضع مواليدها تحت العربات المهجورة و تتعهدها بالرعاية حتى تكبر و يشتد عودها فتنضم إلى أحد القطعان. السوق الاسبوعي مأوى لها و البساتين المحيطة للقيلولة و الأزبال و ما يجود به الجزارون من امعاء و أحشاء وأرجل الدجاج تكفيها مؤونة الحراسة لدى فلاح لئيم من أجل قطعة خبز حافية . لا شكايات الآباء و الأمهات لدى السيد الباشا و لا ملتمساتهم لدى المجلس البلدي دفعت المسؤولين إلى اتخاذ الخطوات المناسبة لانقاذ القصيبيين من كابوس الكلاب فالكل يتبرأ و يتهرب و يتذرع بأعذار لا تقنع أحدا و يضخمون الأمر حتى ليبدو تحرير فلسطين من الصهاينة المتجبرين أقرب و أسهل منالا من قتل مجموعة كلاب أبدت بصفاقة نيتها على احتلال المدينة وانتزاع التطبيع معها من ساكنة مغلوبة على أمرها . يبقى فقط أن نتساءل عمن يقف وراء هذه الكائنات المعتدية و من يتحمل مسؤولية حماية المواطنين و أبنائهم و حفظ صحتهم في هذه المدينة ؟