عندما يكون التضامن بألوان البراءة و الحلم في إطار أنشطتهما الإشعاعية و التحسيسية، نظمت جمعيتا باب الخير للأطفال المتخلى عنهم و بيت بهية للأطفال المعاقين المتخلى عنهم بتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين لجهة تادلة أزيلال صبيحة تشكيلية لفائدة أطفال المدارس الخاصة و العمومية ببني ملال ،يوم الأحد 20 مارس 2011 بمقر أللأكاديمية. شارك في التظاهرة الفنية ما يزيد عن 80 طفلا تتراوح أعمارهم مابين 8 و 12 سنة،ينتمون إلى مؤسسات: مدارس المعارج،رياض السلام،النهضة،وادي المخازن،11يناير،الإمام الشافعي،و مدرسة المتنبي،كما شارك كذلك في الورشة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بباب فتوح جاؤوا حاملين معهم أحلاما بألوان قوس قزح، فترجموها أحاسيسا على الورق بالأقلام و الفرشاة و الألوان ،أنتجوا لوحات بلغة تشكيلية خالصة،العقل و القلب فيها يتناغمان أشد التناغم و يمتزجان أعمق الامتزاج. طرحوا برسوماتهم رؤى تمنح الأشكال و الألوان تداخلات بصرية معبرة عن روح طفولية محضة . فمن تجسيد وصفي يثير المخيلة ، إلى صياغة تشكيلية متحررة تكشف عن الجوانب الذاتية و الجمالية ،إلى أخرى فيها لمسات عفوية و سريعة أشبه ما تكون بالارتجال و الصراخ التعبيري المثبت على طبقات الألوان المتراكمة أو الكثيفة. مناخات تعبيرية تعكس أحاسيس داخلية عميقة. رسموا البيئة،الوطن و الأسرة،رسموا فردوسا أفلاطونيا يتسع للجميع،أنبتوا أزهارا و ورودا في صحاري قاحلة فحولوها جنائن معلقة على صدور الأطفال المتخلى عنهم. شكلوا الحب خريطة تضمهم جميعا طفولة تحتضن أخرى كأم حنون حيث اللوحة ممحاة الأسى رسالة من القلب إلى القلب جسر للتواصل المتين. إذا كانت الهدية بقاء، أثر و تهذيب للسلوك، فاللوحة الفنية هي أسمى و أرقى ما يمكن إن يقدمه طفل لآخر. في الأخير شكر الأطفال بعفويتهم أطر الجمعية و الأكاديمية و أساتذة الفنون التشكيلية على هذه الفرصة السانحة للتعبير بوعي و جد و تعاون عن القيم الإنسانية النبيلة و السامية الداعية للتضامن والتآزر.