يصادف الانسان في الحياة مجموعة من القضايا والامور التي تبقى راسخة في الذهن عالقة به لمدة من الزمن, حيث تظل منقوشة في ذاكرته لا تقوى الرياح العاتية على مسحها مهما بلغت من الارتفاع و القوة. عَبْر الزمن البعيد دروس وعِبَر تُعْطَى لِبني يَعْرب للاستفاقة من سباتهم المضروب على جميع ما من شانه ان يبعث الحياة ويعيد للامة مجدها عنفوانها قوتها وقدرتها على القيادة. في الامس البعيد انتقل الرئيس العراقي صدام حسين رحمة الله عليه لمَّا لم يرد الرضوخ للاملات الامريكية ومتعاونيهم لتنشب الحرب الطائيفية التي لا زالت تحصد ارواح العراقيين الى يومنا هذا بسبب او بدون سبب, ليظهر اليوم المسمى المبهم والسبح ( داعش ) التي تقتل وتسفك الدماء بدون رحمة ولا شفقة. وفي سوريا هنا ربيع لم يكتمل لحد اليوم ويستمر معه الصراع الدموي بين النظام والجيش الحر. هذا دون ان ننس مصر التي ضاقت ويلات الديكتاتورية ذات الفكين في الامس الرئيس ( م ) واليوم ( س ) حيث تبقى مجزرة رابعة تطفو على السطح وتستمر معه مطالبة المصريين بالانصاف والحق في الحياة الامنة والمطمئنة. فتونس يبدو الوضع على ما يرام الى حد ما رغم المناهضة وبعض الاحتجاجات من بعض التيارات هنا وهناك, وليبيا النقطة السوداء في الحراك العربي حيث يظل الوضع مكهربا ويدعو الى طرح السؤال عن ماهي الغاية الدافعة الى قتل معمر القذافي وتصفيته؟ وعن الهدف من الصراع الدائر اليوم على ارض عمر المختار وكأن الليبييين لم يستفيد شيئا من المسمى ربيعا عربيا, وما يقع في غزة بارض الاقصى يدمي القلب ويحز في النفس من جرائم بشعة تضرب كل القيم والمبادئ الانسانية عرض الحائط امام صمت عربي وتهكم وتلكؤ دولي. لتصل بنا الامواج الى الاستثناء العربي ألاَ وهو التحول الذي شهدته المملكة المغربية منذ تولي حزب العدالة والتنمية رئاسة الحكومة وما وازى فترة هذه الحكومة من مد وجزر واراء ونقاش سواء داخل البرلمان او خارجه. لنصل الى مجارات الماضي بالحاضر لنستشرف المستقبل حيث نجد بعض الاشخاص يسعون سعيهم الى طمس الحقائق كلما دق ناقوس الخطر في احدى المدن المغربية من سياسة المسؤول على هذه المدن التي كانت تعد معاقل للمقاومة المغربية للاستعمار الفرنسي والاسباني والتي يتم استغلالها بشكل بشع قد تسئ الى كل المبادئ والقيم الانسانية والاجتماعية, وذلك لجعل الامور تسير على المنوال الذي سيستفيدون منه, والذي سيمنحهم بعض الدف والامان حتى لا يتزعزعوا عن مراكزهم التي الِفُوها بشكل او باخر في قبيلتهم او قريتهم او مدينتهم, لينعموا في الاخير بشئ من الاستقرار كما يحلو لهم وعلى الشكل الذي يريدون. وفي انتظار ظهور بعض الاحزاب الموسمية في افق انتخابات يونيو 2015 في حركات تسخينية للعب الادوار الطلائعية على ظهور ناس وشعب تعب من القيل والقال, وفي انتظار جولة اخرى قد يسعى فيه البعض الى ممارسة هوايته المفضلة في الفصل والوصل وتواضعه المتملق وطمسه لحقائق تبعث على الاسف من المستوى السياسي الذي وصله بعض ساستنا السياسة بريئة منه كبراءة الذئاب من دم يوسف كما يقال. فالشد والجدب على اشده, والقيمة والقيم ستكون في المحك, والسياسة الداخلية ستكون هي الاخرى الشعلة والشرارة, وليكن الشعار : " لا لطمس الحقيقة " وام المعارك على الابواب حتى يتسنى لنا المصالحة مع ذواتنا ومع اوطاننا لانها تظل ام المقدسات وجوهرها, وبالتالي مصارحة الشعب بماله وما عليه.