وكلما زادت ليلة في العمر ، قد تصل الى ألف ليلة وليلة، زاد التشويق أكثر (يرويها لكم وكأنها وقعت في ليلة واحدة) 1- علي بابا اكتشف الكلمة التي يدخل بها الى مغارة اللصوص، تحكي حكاية 1001 ليلة أن أمره انفضح لأنه نسي كلمة السر : (افتح ياسمسم)، مفتاح الدخول الذي نسيه لص اللصوص (الحرامي 41) قد لا يكون هو أيضا مفتاح الخروج . ثم... في حكايات ألف ليلة وليلة، اضافة رقم ليس من أجل التشويق فقط بل من أجل أن يكتمل العدد ليصل الى رقم غير عادي(41). سياسة التطبيع نشرحها لكم بشكل آخر 2- اوليفيه كليرك Olivier Clerc يقدم لنا هذه التجربة المعروفة بأعراض الضفدعة المطبوخة (syndrome de la grenouille bouillie): إذا أدخلنا ضفدعة في اناء ماء بارد، ثم بدأنا في تسخين الماء تدريجيا، الضفدعة ستستعذب الدفء وتتراخى ولا تحس بخطر ارتفاع درجة الحرارة (التدريجي) إلا عندما تكون عضلاتها قد نال منها الارتخاء، هذه العضلات لن تنفعها اذن عندما تدرك ان عليها ان تنجو بنفسها من موت محقق. كليرك يقارن هذه الوضعية بوضعية ثانية: نسخن الماء لدرجة عالية ثم نلقي بالضفدعة داخل الاناء دفعة واحدة، الضفدعة التي تحس بخطر الحرارة سوف تقفز بكل ما تملك من قوة في عضلاتها خارج الاناء. البقاء للضفدعة التي تشعر بالخطر. الدرس هنا هو الآتي([1]): عندما تقبل الضفدعة التغيير فهي تتصرف تصرفا مختلفا عن التصرف الطبيعي (الانتباه الى الخطر) هذا تغير سلبي في السلوك . النتيجة سلبية: موت الضفدعة بسبب تغير قاتل. سلوك الحيوان قد يتغير الى سلوك قاتل. الانتحار. الله بقتل الضفدعة بأن يغير سلوكها الى سلوك انتحاري غير طبيعي، عدم الاهتمام بالخطر(الشعور بالأمان، لا يهم انه احساس خادع) لا يغير الله ما بالضفدعة (غريزة الحياة كما زرعها الله في الناسوت) حتى يسخن الماء بالتدريج، لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا قيمهم بأنفسهم، اما الفساد فهو يغير الناس وقيمهم بضربة واحدة. التغير التدريجي قد يقتل كما التغير السريع قد يمد حبل النجاة إن هربا من الخطر بواسطة العضلات المتوترة كما ينبغي (القفز العلوي) أو بواسطة الالياف العصبية المخدرة كما ينبغي ايضا: الانبطاح الافقي، نسميه أيضا التطبيع مع الفساد. ألف مرة ومرة 3- 1001 رقم رمزي، ألف ليلة وليلة: متوالية حكايات، الحكاية... رقمها س، يتبعها ( س+1)، ليس المهم هو الرقم الذي نبدأ به الحساب. س= 1000، هذا مثال فقط، ما يهم هو الواحد الذي يأتي بعد الألف، بل بعد أي رقم ، نسميه اذن س، رقم مجهول، لا يحتاج الى المعرفة، غير مهم، غير مفيد .الحكاية التي تُوَقِّعُهَا شهرزاد ،تزيد في عمرها ليلة، بالعطف على الحكاية ما قبلها. أربعون وواحد(حرامي) مثل الف وواحدة (ليلة). نقول حكاية مفيدة كما نقول جملة مفيدة، حكايات مفيدة، حكاية الحرامية هي أيضا حكاية رقم زائد، لأن صاحب الرقم 1، يقوم بعملية اختراق أمنين 1، الفائدة كلها في الاضافة والزيادة، الحكاية كلها والفائدة والقيمة المضافة كلها في واو العطف. كل رقم زيادة يعني اختراقا أمنيا غير شرعي، لا يهم ان الأربعين التي تبدأ بها السلسلة رقم غير شرعي، لص اللصوص رقم 41، يمكن نقرأه هكذا: 40+1 (اللص الاخير) أو 1+40 (اللص الأول). القراءتان تفرقان كثيرا، لكن الاختراق هو الاختراق(رأسيا كان او أفقيا) رقمه رقم غير مرغوب. الاختراق له اسم آخر: التطبيع. عندما نتحدث عن الفساد، نقول أن اختراق الشرعية هو ايضا التطبيع مع الفساد، اذا لم تنبطح أفقيا يجب ان تكون لك مهارة في القفز الطولي. 4- شهرزاد كانت توقع على حكاياتها بالواو. التقليد الواوي ليس ناعما أبدا. عندما يخلع الحكواتي اسمه(ها) اللطيف وتلبس(يلبس) اسما خشنا (تقليد مذكر لشهرزاد؟ )، التقليد الخشن قد يكون أيضا ناعما (زيادة). ،... هذه هي الحكاية المفيدة. العطف درجة التقليد: اتقان صفر. 1001 ليلة: حكايات بالعامية. هناك علاقة بين الحكايات نسميها علاقة التطبيع، لا تحس وأنت - تنتقل من حكاية الى أخرى، حكاية تخرج من الحكاية الاولى. ليست هناك حكاية تنافس الاخريات، لا يجب أن تبز حكاية واحدة شقيقاتها. بعبارة أخرى: مجموع الحكايات السابقة تصنع مستوى متوسط، يكون هو السقف، لا تتجاوزه الحكايات التي ستأتي. الحكواتي لا يبحث(شهرزاد لا تبحث) على التميز ولذلك نَصِفُ تقليد شهرزاد بأنه لا يخرج عن ماهو سائد، نسميها بهذا المعنى: حكايات شعبية أو حكايات من حكايات العامة... حكايات بالعامية.