من إنجاز: سليمة رشيدي علوي سمية خرو فاطمة جينو تقع أغبالة بموقع جغرافي مميز بين جبال الأطلس المحتفظة بتنوعها الطبيعي بفعل الغطاء الغابوي المتميز بالتنوع البيولوجي النباتي خاصة. إذ تعتبر المنطقة من المجالات الطبيعية ذات تحول ضعيف طبيعيا. لكن التوسع الديمغرافي والحضري، وتزايد امتداد إشعاع أغبالة لتشمل القرى المجاورة داخل الإقليم وخارجه، أصبح يهدد هذا التنوع الطبيعي، خاصة مع غياب تصور واضح لمستقبل التوسع "الحضري" للمنطقة. ولعل ضعف البنية التحتية وعدم انتظامها في التزود بالماء الصالح للشرب والسقي، والتطهير السائل، وضعف خدمات نقل النفايات والخلل الذي يشوب معالجتها لدليل واضح على نوع التهديد الذي يواجه البنية الطبيعية المحلية، خاصة في مجالي تلوث المياه السطحية والجوفية، والتلوث الناتج عن النفايات الصلبة. المحور الأول: النفايات السائلة: النفايات السائلة هي مجمل مخلفات الأنشطة الإنسانية المنزلية والصناعية والفلاحية، أي كل المخلفات السائلة المتروكة والمتخلى عنها. تواجه أغبالة في هذا الإطار، عدة مشاكل مرتبطة بغياب البنية التحتية الضرورية للتخلص من النفايات المنزلية خاصة بأحياء تاداوت وتسفالوت.. إذ تظهر القنوات السطحية البارزة في الأزقة الطريقة غير الصحية للتخلص من النفايات السائلة. كما تظهر من خلال شكل التخلص غير الصحي من هذه المياه العادمة خارج الأحياء المزودة بشبكة التطهير السائل. تعتبر المياه العادمة المنزلية أكثر عوامل التلوث المائي، إذ توجه عموما نحو قنوات السقي الفلاحي ومنها مباشرة إلى الأنهار والوديان كأغبالو أوحلال. ومعروف أثرها السلبي على النمو الطبيعي للغطاء النباتي. كما يعتبر المذبح أحد عوامل التلوث المائي، الموجهة مياهه العادمة المحملة بدماء الذبائح وبقاياها الداخلية غير المستعملة التي يتم إلقاؤها مباشرة في قنوات مياه السقي العابرة بين الدور السكنية القريبة، ومالها من روائح كريهة ومشاهد مقززة أحيانا. اعتبارا لهذه الوضعية البيئية التي تدعو للقلق، قمنا بزيارة عدد من المصالح المعنية للوقوف عند موقفها والإجراءات المرتقب اتخاذها لوضح حد لهذه المشاكل، فتم إطلاعنا على عدد من المشاريع المستقبلية المخطط إنجازها على أمل تفعيلها في الواقع. إذ من المرتقب أن يقوم المكتب مستقبلا بتقوية تدخله في مجال التطهير السائل خلال الفترة 2012-2016 من خلال إنجاز استثمارات مهمة تبلغ حوالي 3 مليارات من الدراهم بهدف استكمال المشاريع الجارية كالصرف الصحي، وكذا إطلاق مشاريع جديدة لفائدة أغبالة. ولأجل تحسين مستوى استغلال خدمات التطهير والحفاظ على المرافق المشيدة نقترح ضرورة تشييد محطات الضخ ورفع المياه العادمة وتنظيف وفتح شبكة التطهير السائل وملحقاته. كما يمكن استخدام الوسائل والخطوات اللازمة لتعبئة معدات التطهير المائي وضمان استقلال واستغلال المرافق باستعمال المنظفات المائية داخل المذبح للقضاء على المواد العضوية المؤثرة سلبا على النظام البيئي المحلي. وللحد من التلوث الناتج عن المياه العادمة المنزلية وللحفاظ على التوازن داخل الأوساط البيئية يمكن اللجوء إلى مجموعة من الإجراءات والتقنيات، منها استعمال مواد خاصة لتصفيتها قبل إلقائها بالوسط الطبيعي. ولم لا تشييد محطات المعالجة لتخليص هذه الأخيرة من العناصر الملوثة لتصبح قابلة للاستعمال في عدة مجالات. المحور الثاني: النفايات الصلبة: النفايات الصلبة هي كل المخلفات الصلبة المتروكة والمتخلى عنها والتي تتحلل بعد سنوات عدة. بالنسبة لبلدة أغبالة التي بها 3500 بناية منزلية، توفر لها الجماعة القروية شاحنة واحدة صغيرة لنقل النفايات الصلبة المنزلية، وتمر لتجميع النفايات ثلاث مرات في الأسبوع (الإثنين، الخميس والسبت) مع إمكانية عدم مرورها لأسبوع أو أكثر في أحيان عدة. وتطرح تقريبا في اليوم 30 طنا من النفايات و90 طنا أسبوعيا، أي 120 طنا في الشهر الواحد. تطرح هذه النفايات في منطقة خالية تبعد عن البلدة ب 2 كيلومتر وسط المجال الغابوي، ويشتغل في هذه العملية 5 عمال فقط، في غياب حاويات القمامة من الشوارع والأزقة. ولهذا وجبت حماية المجال الطبيعي لأغبالة من أشكال التلوث بالمواد الصلبة عبر توفير العدد الكافي من الشاحنات الخاصة لنقل الأزبال، والموارد البشرية المؤهلة لذلك، واختيار مطرح جماعي مناسب للتخلص من هذه النفايات. كما يجب إيجاد وسيلة لمعالجة النفايات القابلة لإعادة التصنيع أو الاستعمال (البلاستيكية والزجاجية...) وتنظيم عمليات الحرق. ولم لا تخصيص جوائز تحفيزية لكل نشاط أو مشروع جمعوي يساهم في هذا الإطار. في هذا الإطار قامت جمعية تمونت بحملة تحسيسية بالمنطقة شملت جولات تنظيفية بالشوارع الرئيسية لجمع النفايات ووضع حاويات أزبال صغيرة. يبقى التحسيس بأهمية الحفاظ على الأوساط البيئية من أهم الإجراءات الكفيلة بضمان حياة أفضل لقاطني أغبالة، وضمان استمرارية طبيعتها الغنية ومناظرها الخلابة وجبالها الشامخة ومناخها المتميز جدا.. فرغم مواقع جمالها هاته، فإن استمرار مظاهر التلوث التي توقفنا عندها سيهدد مستقبلا هذا التنوع الطبيعي الفريد وانتظام عناصره الحيوية والإحيائية. ومع أمل وضع حد لمصادر التلوث الذي يهدد المجال الطبيعي الأغبالي، ندعو مكونات مجتمعنا، ساكنة وفاعلين إداريين وجمعويين إلى الاهتمام أكثر بهذا الموضوع والمساهمة في تقليص آثار التلوث.