أكد مدير المدرسة المحمدية للمهندسينن مولاي العربي عبيدي، أن الرقمنة تشكل رافعة للتنمية تتيح مواكبة التطور " النوعي والكمي" للاقتصاد الوطني. وأوضح عبيدي في كلمة في افتتاح الدورة 23 لمنتدى المدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط، التي تنظم تحت شعار "رقمنة المقاولات: مسلسل للتحريك الاقتصادي"، أن الرقمنة تشكل أيضا "رهانا كبيرا للمقاولات المغربية العاملة في قطاعات مختلفة" والتي يتعين عليها الانخراط في هذا "التحول الرقمي". واعتبر أن هذا التحول الرقمي لم يميز "التحول من اقتصاد مادي إلى اقتصاد لامادي فحسب، لكن فتح الطريق أمام فرص جديدة للإنتاج والتسويق" ، مشيرا إلى أن من شأن التبادل حول هذا الموضوع أن يساهم في تحديد تحديات وفرص التكوين الرقمي بشكل أفضل وسيمكن الطلبة من الاطلاع أكثر على طريق التنمية في المغرب والاوراش الكبرى التي سيصبحون فاعلين فيها مستقبلا. ومن جانبه، أكد الوزير المنتدب المكلف بالوظيفة العمومية وتحديث الإدارة بالنيابة، ادريس مرون، أن هذا المنتدى سيعزز الاتصال المباشر بين الطلبة والمقاولات، داعيا إلى إعداد مشاريع لنهاية الدراسة غير مسبوقة وقابلة للتطبيق على أرض الواقع ويمكن أن تخدم المقاولات الخاصة والجماعات الترابية، والاستفادة من التكوين النوعي الذي تتيح لهذه "المدرسة العريقة" الالتحاق بالأوراش الكبرى التي أطلقها المغرب في مجال التصنيع والاقتصاد الرقمي. ومن جهته، قال نائب رئيس جامعة محمد الخامس، محمد الغاشي، إن الرقمنة تشكل اليوم مرجعا "لا محيد عنه" في الفكر الاقتصادي المعاصر، مشيدا بالتحول "المبهر" للهندسة الرقمية الذي أدى إلى "ثورة في الإقلاع الاقتصادي". وأبرز الغاشي أيضا دور الرقمنة في النمو الاقتصادي وتنمية كفاءاته، مشيدا بالسياسات الطموحة التي أعدتها مختلف القطاعات بهدف تتبع هذا التحول الرقمي وخلق فرص شغل من خلال شراكات استراتيجية بين القطاعات العام والخاص والأكاديمي. وبدوره، ذكر رئيس منتدى المدرسة المحمدية للمهندسين، عثمان بنارو، أن المغرب أضحى اليوم مستعدا للانطلاق في تجربة رقمية، داعيا المقاولات المغربية إلى الانخراط في هذه الدينامية على غرار القوى الصناعية الكبرى. وأوضح أن هذا المنتدى سيناقش بعمق موضوع الرقمنة، مع التركيز على السياق الاقتصادي والاجتماعي الوطني للتوصل إلى أفكار مجددة من شأنها تعزيز دور المقاولات في النهوض بالاقتصاد المغربي. ويقترح برنامج هذه الدورة التي تشارك فيها 62 مقاولة أمسيات في الكوتشينغ على شكل جلسات يديرها خبراء في مجال التوظيف، وندوات تتمحور حول موضوع الدورة، وموائد مستديرة. ويشكل هذا المنتدى منصة للتبادل بين المقاولات الوطنية والدولية ومهندسي المدرسة المحمدية، وفضاء مناسبا للالتقاء بين الصناعيين ومهندسي المستقبل حول موضوعات راهنة وحول النهوض بالمعرفة المتبادلة بين مجالي التكوين والتشغيل.