أفادت تقارير في وسائل إعلام أميركية أن روبرت مردوك صاحب إمبراطورية نيوز كورب الإعلامية وستيف غوبز الرئيس التنفيذي لشركة أبل اتفقا على إطلاق جريدة رقمية جديدة اسمها «ذي ديلي» من المقرر ان يُعلن عنها في نهاية نوفمبر الجاري. وكان التعاون بين الاثنين جارياً بسرية تامة في نيويورك منذ عدة أشهر لإصدار أول «جريدة» في العالم مصممة حصرا للكومبيوترات اللوحة مثل آيباد من ابل على أن تُطلق في أوائل العام المقبل. وستجمع الجريدة الرقمية بين مواد «التابلويد» او الصحيفة الشعبية ورصانة الجريدة الجادة من القطع الكبير. وقال مراقبون أن المطبوع الرقمي الجديد يعبر عن تصميم مردوك على دفع صناعة الصحف ابعد من مجال الجريدة الورقية. وبحسب التقارير لن تكون هناك طبعة ورقية من الجريدة الرقمية أو طبعة الكترونية على الانترنت. وان المطبوع المركزي الجديد الذي صُمم بمساعدة مهندسين من ابل سيوزع تلقائيا على كومبيوتر آيباد أو غيره من الأجهزة اللوحية المماثلة. وفي غياب اي تكاليف مترتبة على الطباعة أو التوزيع ستكلف الجريدة الرقمية الجديدة الموجهة للسوق الاميركية اساسا 99 سنتا في الاسبوع. وقالت مجلة ويمينز وير ديلي النخبوية المختصة بعالم الأزياء إن جريدة مردوك وغوبز ستدار من الطابق الثاني والستين لمقر شركة نيوز كورب في نيويورك حيث تعاقدت الادارة مع 100 صحفي بينهم بيت بيكتون، وهو محرر يعمل في الطبعة الالكترونية لصحيفة ذي صن الشعبية البريطانية، الذي سيكون احد مدراء التحرير. ولم يُعلن اسم رئيس تحرير الجريدة الجديدة ولكن مراقبين يتوقعون أن يكون جيسي انجيلو، مدير تحرير نيويورك بوست والنجم الصاعد في إمبراطورية نيوز كورب الإعلامية. ويقال إن مردوك 79 عاماً فكر في المشروع بعدما اطلع على بحث يشير إلى أن القارئ يمضي من الوقت مستغرقا في كومبيوتره اللوحي أكثر مما يمضيه على الانترنت حيث يكون التصفح العشوائي هو الممارسة المعهودة. ونقلت صحيفة الغارديان عن مصادر أن مردوك ملتزم بالمشروع لأسباب منها اقتناعه بأن جريدة ذي ديلي في حال تنفيذ مشروعها بنجاح، ستؤكد أن المستهلكين مستعدون للدفع مقابل الحصول على محتوى عالي النوعية على الانترنت. كما يعتقد مردوك أن الكومبيوتر اللوحي سيغير قواعد اللعبة بالكامل لا سيما وانه اطلع على تقديرات تقول إن 40 مليون آيباد ستكون قيد التداول والاستعمال بحلول عام 2011. وقال احد المصادر أن مردوك يرى عالما يكون لكل أسرة فيه كومبيوتر آيباد يصبح مصدرها لمتابعة الأخبار والحصول على المعلومات. وإذا اشترك 5 في المائة فقط من هؤلاء الملايين الأربعين في الجريدة الرقمية الجديدة سيكون لديها مليونا زبون. ولكن أفكار مردوك على الانترنت ذات سجل متناقض من المشاريع الناجحة والأخرى الفاشلة. فان صحيفة ذي تايمز أعلنت أن عدد المشتركين في طبعتها الالكترونية يزيد على 100 ألف مشترك في حين أن موقع ماي سبيس الاجتماعي الذي دفع مردوك 580 مليون دولار لشرائه في عام 2005 لم يحقق النجاح المنشود. كما يقول محللون أن مردوك يسبح ضد التيار الذي يرى أن المطبوعات الالكترونية تحتاج إلى طبعات ورقية لتبرير وجودها للمعلنين.