معاناة نساء ورجال الصحة مستمرة كل سنة يحل اليوم العالمي للممرض، وبين العام والعام نجد دار لقمان على حالها إن لم نقل إنها في تدهور مستمر. فعلى المستوى العربي والقومي، تحية إكبار لهؤلاء الممرضين في غزة المحاصرة الذين أبلوا البلاء الحسن الوطني الصادق لتضحياتهم المهنية والنضالية في مواجهة الآلة الحربية الجهنمية للكيان الصهيوني خلال الحرب على غزة، وفي كل الظروف، رغم قلة الإمكانيات المادية وقلة الوسائل الطبية وفي ظروف تنعدم فيها شروط العمل. وفي هذا الصدد لن ننسى الدعم الذي يقدمه المغرب رسميا وشعبيا للقضية الفلسطينية وقطاع غزة من حيث دعم البنيات وحماية القدس وبناء مؤسسات علمية جامعية كان آخرها الدعم الملكي المالي لقطاع غزة. وعلى المستوى الوطني، فكثير من المشاكل التي يتخبط فيها جنود الخفاء لازالت قائمة، رغم التضحيات التي تقدمها هذه الفئة في المستشفيات والمراكز الصحية، وفي البوادي والمداشر، وعلى رأس هذه الظروف يمكن أن نتحدث عن الترقية الداخلية حيث يشوبها كثير من الالتباسات على مستوى برمجتها ونزاهتها ومصداقيتها، سواء تعلق الأمر بالكوطا أو الامتحانات، هل يعقل التباري على منصب واحد في المغرب؟ إنها مهزلة المسؤولية في تدبير الموارد البشرية والضحك على ذقون أصحاب البذلة البيضاء وممثلي النقابات المغشوشة، حيث يحق لنا أن نتساءل أين هو الدور الفعال للنقابات في الدفاع عن ملف الممرض(ة). فرغم حاجة المؤسسات الصحية الى الممرضات والممرضين بمختلف تخصصاتهم، فإن المناصب المخصصة لها تبقى محدودة جدا ولا تستجيب للمتطلبات، هذا علاوة على أن الوزارة لا تعمل على إعادة تأهيل وتأطير هذه الفئة بالأقاليم والجهات. فإعداد برنامج طموح لفئة الممرضين من طرف الوزارة يستلزم تسطير الأولويات لتحقيق جل محاوره سواء المتعلقة بظروف العمل أو بالحياة الاجتماعية والمالية للممرضين مع إعطاء التحفيز أهمية قصوى لضمان أداء جيد للممرضين في ظروف لائقة، حتى لا ينظر الى هذه الفئة بمنظار دوني واحتقاري، وحتى يتم رد الاعتبار الى الممرضات والممرضين الذين يشتغلون وسط الأمراض، وفي ظروف صعبة، وهم لازالوا يطالبون بإخراج القانون الأساسي للممرض والإسراع بتسوية وضعيتهم، وتعميم تعويضات الحراسة والمسؤولية والتجول، شأنهم شأن رجال التعليم دون تمكينهم من مزايا الخدمات الاجتماعية على الصعيد الوطني. فتحية إكبار، وتحية تقدير لجميع الممرضات والممرضين في العالم، وتحية تقدير للممرضين في غزة وفلسطين.