نقل أبراهام السرفاتي إلى إحدى المصحات بمدينة مراكش في حالة صحية متدهورة بعد أن عاش في السنوات الأخيرة وضعا صحيا غير مستقر نتيجة ما عاناه خلال «سنوات الرصاص» .وأبراهام السرفاتي، 84 سنة، هو واحد من أبرز المناضلين اليساريين بالمغرب، وهو مهندس مغربي بدأ عمله في الخمسينات بمناجم الفوسفاط. كما تولى عام 1958 منصب مدير ديوان كاتب الدولة للإنتاج الصناعي والمعادن، قبل أن يكلف بمهمة بديوان الراحل عبد الرحيم بوعبيد الذي كان آنذاك وزيرا للاقتصاد الوطني. وكان السرفاتي عضوا في الحزب الشيوعي المغربي وفيما بعد حزب التحرر والاشتراكية قبل أن يساهم في نهاية الستينات من القرن الماضي في تأسيس منظمة «إلى الأمام» التي ظل ينشط في إطارها إلى حين اعتقاله عام 75، والحكم عليه بالمؤبد. وفي سياق الانفراج السياسي الذي عرفه المغرب خلال التسعينات أطلق سراحه عام 1991 وأبعد إلى فرنسا. لكن بعد مجيئ محمد السادس إلى الحكم سمح له بالعودة إلى المغرب في سبتمبر عام 1999، وحظي برد الاعتبار وبتسلم جواز سفره المغربي. ثم عين السرفاتي مستشارا لدى المكتب الوطني للأبحاث والدراسات المعدنية. وقد أصدر كتابا عن فترة «سنوات الرصاص» بشكل مشترك مع زوجته كريستين، عنوانه (ذاكرة الآخر) والذي نشر في عام 1993.