ترسيخا لجمالية الشعر في المكنون الأدبي، وفي مسار التلقي البيداغوجي الأكاديمي لطلبة الكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية، التابعة لجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، المسجلين بمسلكي الدراسات العربية والدراسات الفرنسية، حيث يشكل الشعر العربي والشعر الفرنسي احد المجزوءات المدرسة ضمن وحدات الأدب، وحيث احتفت المؤسسة سابقا بالمسرح وبالسينما من خلال دروس افتتاحية ألقيت ونوقشت برحابها، شكل الشعر موضعا للدرس الافتتاحي للموسم الجامعي 2011/ 2010، من خلال استضافة الشاعر والأستاذ علال الحجام، أواسط الشهر الجاري. فبحضور نوعي للطلبة والطالبات وعدد من الأساتذة والإداريين، تناول عميد الكلية الأستاذ محمد الدكس الكلمة مرحبا بالشاعر علال الحجام ضيف الكلية وبجميع الحاضرين، متطرقا لصيرورة النشاط الثقافي للمؤسسة، وأهمية الدروس الافتتاحية، وبالتالي التركيز على نتائج العمل الثقافي والتكوين الموازي، لطلبة مؤسسة فتية، احتلت الصدارة وهي تجني ثمار عمل متكامل ومتداخل، لامس عددا من جوانب التأطير المتكامل، للطالب إطار ورجل المستقبل، من خلال استعراض عدد الطلبة والطالبات خريجي الكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية من الفوج الثاني، وحاملي شهادة الإجازة ودبلوم الدراسات الجامعية العامة الذين وفقوا في اجتياز مباريات الولوج لمراكز تكوين أساتذة التعليم الابتدائي والتعليم الإعدادي والتعليم الثانوي.. هذا ما أجج قريحة الطالبة حفصة عبا منشطة الدرس وهي تقدم للحضور ضيف الأمسية الشعرية، وتؤكد بذلك على مواهب خلاقة لطلبة منطقة نائية ببلاد المغرب، لتشعر الجميع بتقديمها الشعري وتعطي الكلمة لشاعر سكن الشعر وجدانه وعرف الرشيدية قبل أن تعرفه، وهو يعمل بها مطلع الثمانينات، ليتجدد اللقاء بها وبطلبتها، في درس عرف توقيع ديوانه الجديد « من يعيد لعينيك كحل الندى»، إنه الشاعر والأستاذ علال الحجام الذي قدم له في هذا اللقاء الأدبي الأستاذ اسماعيلي علوي عبر سيرة ذاتية حافلة بالعطاء والأمجاد وحب الكلمة ونظم الشعر المعبر، ليشكل مثالا يحتدى به وهو المحتفى به بمركز للعلم وملتقى طلاب المعرفة، والذي استحضر حبه الكبير للشعر وجمالية نظم الكلمات، أمام طلبة الكلية وهو يحاضر فيهم متطرقا للأدب المغربي الحديث، ويلقي على مسامعهم همسات شعرية من ديوانه الجديد، وهو يفتح معهم نقاشا أدبيا كان الشعر محوره، حيث كان لأسئلة الطلبة والطالبات وقع عليه، وهو يلامس مدى ارتقاء المستوى منوها بالمجهودات المبذولة على كافة الأصعدة. وفي الختام كان للحضور موعد مع توقيع الديوان الجديد للشاعر علال الحجام الذي حمل عنوانا فلسفيا يوحي للجمال بكل المعاني والعبارات، إنه ديوان «من يعيد لعينيك كحل الندى» الذي كتبت نصوصه الشعرية في الفترة الممتدة ما بين سنة 2003 وسنة 2008، إذ تعد هذه المجموعة الشعرية، هي الثالثة التي تصدر له بعد مجموعة «في الساعة العاشقة مساء»، ومجموعة «الحلم في نهاية الحداد»، ويتوزع إنتاج علال الحجام الذي التحق باتحاد كتاب المغرب سنة 1975 بين الكتابة الشعرية والنقدية. فكان إذن اللقاء، لقاء ثقافيا افتتاحيا للعمل الثقافي الموازي للكلية المتعددة التخصصات، سواء من ناحية عمل الأندية الثقافية البالغ عددها 16 ناديا ثقافيا، أو من خلال المؤتمرات والندوات الدولية والوطنية الإشعاعية التي برمجت وتبرمج لها مصالح الكلية خلال الموسم الجامعي 2011/2010، ليتعزز بذلك رصيد هاته المؤسسة على مدار المواسم الجامعية، وهي تدخل موسهما الخامس، حاملة مشروعها العلمي المتكامل، المتمحور حول التكوين الجيد، والذي أفقه وتطلعاته تتأتى من جهة الإنتاجية والمردودية، وآلياته تتجلى في مدى انسجام الطاقات وإبداعها، وإمكانياته ذلك الزخم البشري المهم، تلك المادة الخام النفيسة والغالية، طلبة وطاليات إقليمالرشيدية.