في مبادرة جديدة، نظمت جمعية الأيادي المتضامنة بمرتيل مؤخرا، ندوة علمية وتحسيسية حول داء السل، واقعه وسبل الوقاية منه. في البداية تناولت الكلمة الأستاذة سميرة بن يعقوب رئيسة الجمعية التي تحدثت عن أهمية الموضوع الذي اختارته الجمعية ألا وهو التعريف بداء السل ودور التوعية الصحية في الوقاية والتقليل منه خصوصا في الأحياء الهشة. بعد ذلك قدم الدكتور البشير إسلامي تعريفاً شاملا لداء السل ووضعيته في المغرب، مبرزاً بأن المغرب يعرف حوالي 25.000 حالة جديدة سنويا، وهو رقم لا يسرُّ. بعد ذلك أوضح الدكتور طريقة العدوى التي تأتي غالبا من لدن شخص مريض، هذا الأخير الذي ينثر رذاذ سعاله الملوث بالميكروبات فتتطاير في الهواء، فيستنشقها شخص آخر، والأعراض الهامة التي تميز داء السل مثل السُّعال لمدة طويلة قد تكون مرفوقة ببصاق بلون الدم مع حمى ونقص في الوزن وتعرق خلال الليل، ليمر المتدخل بعد ذلك إلى العوامل والظروف المساعدة على انتشار المرض مثل عدم اللقاح ب BCG، النقص في المناعة، الإصابة بالسيدا، الازدحام في البيوت. أما الإجراءات الوقائية ففصلها الدكتور في ضرورة التلقيح ضد داء السل أولا، وهي مسألة إجبارية في بلادنا، ثم ضرورة تصوير الصدر بالأشعة عند ظهور بعد الأعراض السالفة الذكر، والابتعاد عن الشخص المصاب، وإبلاغ الطبيب بإصابة سابقة لأحد أفراد الأسرة، ثم النظافة العامة والشخصية مثل غسل اليدين قبل تناول الطعام، وبعد لمس الأدوات التي يستعملها المريض إن وُجد. وختم الدكتور مداخلته بطرق العلاج المتبعة مؤكدا بأنها متوفرة ومجانا بالمغرب ويكفي الاتصال بالجهات الصحية المختصة. بعد ذلك تناول الكلمة الدكتور البيطري عبد الإله المريباح الذي أعطى في البداية لمحة عن تاريخ هذا الداء الفتاك الذي فتك بالناس لعدة قرون إلى أن جاء روبرت كوخ سنة 1882 فاكتشف الجرثومة التي تحمل اسمه فتم اكتشاف العلاج. ثم أضاف الأستاذ بأن مرض السل ينتمي إلى الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان (zoonose) وأن الأبقار المريضة بهذا الداء مرشحة لإصابة الناس إذا تناولوا منتوجات غير مراقبة بيطرياً وتناولوا الحليب غير المبستر خصوصا إذا كان الضرع هو العضو المًصاب بالسل. وأكد الدكتور بأن المرض يمكن أن يصيب أي عضو من أعضاء الإنسان وهو ليس مقتصر على الرئتين فحسب، إذ يمكن أن يصيب العظام والعقد اللمفاوية والكبد الخ. واعتبر المتدخل بأن داء السل يعتبر مرض الفئات الهشة في المجتمع والتي تعيش ظروف الفقر المدقع في بيوت ضيقة ورطبة، ضعيفة التهوية، مع فقر غذائي يضعف جهاز المناعة، فيزداد احتمال الإصابة بالمرض، مؤكدا البيطري بدوره على وقوف المغرب للأسف في مقدمة البلدان المصابة، في صمت، بهذا الداء الفتاك حيث نتقدم على عدة بلدان في منطقة شمال افريقيا الشرق الأقصى مثل مصر وأفغانستان والعراق ولا تسبقنا إلا الباكستان بحوالي 170.000 حالة سنوياً، وهي رتبة غير مشرفة لبلادنا. وفي الإجراءات الوقائية أضاف، فضلا عما ذُكر سابقا، بضرورة الفحص السنوي بالأشعة والتحاليل لكل العاملين في مجال التغذية وخصوصا في مجال صناعة الحليب ومشتقاته واللحوم ومشتقاتها.