نظمت مؤخرا، جمعية الأيادي المتضامنة بحي الديزة بمرتيل بمقر الجمعية، في إطار مبادرتها الأولى ،ندوة تحسيسية حول الحفاظ على البيئة و النظافة. وقد أطر هذا اللقاء عبد الإله المريباح، طبيب بيطري ببلدية مرتيل، طالب باحث بكلية العلوم بتطوان و بثينة الشعرة طبيبة بالمستشفى الإقليمي بتطوان. في بداية هذا اللقاء تناولت الكلمة سميرة بن يعقوب رئيسة الجمعية التي تحدثت عن أهمية الموضوع الذي اختارته الجمعية المتمثل في الحفاظ على البيئة ومكافحة النفايات، هذه الجدلية المرتبطة بحياتنا الصحية. بعد ذلك قدم الدكتور المريباح لمحة عن تطور وضعية النظافة بالمدينة في السنوات الأخيرة والمجهودات الهامة التي تقوم بها الجماعة في مجال النظافة، خصوصا بعد تفويض تدبير هذا القطاع إلى شركة متخصصة. ولا أدل على ذلك الميزانية المرصودة لقطاع النظافة و الذي يلتهم لوحده 25 في المائة من ميزانية التسيير الجماعي بمبلغ يفوق 11 مليون درهم عن سنة 2010. كما قدم المحاضر أرقاما حول التطور الكبير الذي حصل على مستوى الإمكانيات اللوجيستيكية، المادية والبشرية للتغلب على معضلة النفايات. ورغم المجهودات المبذولة يقول الدكتور ما زالت نقط سوداء يجب معالجتها خصوصا بالأحياء البعيدة وعلى رأسها حي الديزة الذي انبثقت فيه جمعية الأيادي المتضامنة. بعد هذه اللمحة عن وضعية النظافة بالمدينة استعرض المحاضر إشكالية التلوث البيئي وانعكاسه على صحة الإنسان و الحيوان، مبرزا،أن المغرب يواجه تحد بيئي كبير على رأسه إشكالية التصحر، الأمن المائي، إشكالية البناء غير المنظم ومعضلة النفايات الصلبة و السائلة التي تأخر المغرب كثيرا في معالجتها. وأعطى المتدخل نماذج من بعض أنواع التلوث وانعكاسه على الوسط البيئي مثل تلوث الفرشة المائية بالمنطقة بسبب الواد الحار غير المجهز بقنوات خاصة، وتلويث وادي مرتيل بكل أنواع النفايات السائلة والصلبة بتطوان ومرتيل والمنطقة الصناعية. وأشار عبد الإله المريباح، إلى الانعكاسات الخطيرة لتراكم الأزبال التي تتسبب في تكاثر الميكروبات والأمراض. كما تتسبب النفايات المبعثرة على الطريق العام في ازدياد أعداد الحيوانات المضرة مثل الكلاب والقطط الضالة والجرذان و كذلك الحشرات المضرة وعلى رأسها الناموس الذي له وقع خاص بحي الديزة المطل على «بحيرة» الدراع الميت الآسنة، مذكرا ببعض الأمراض وأعراضها التي تتسبب فيها تلك الحيوانات الضالة مثل مرض السعار، مرض القطط أو ما يعرف بالطوكسوبلاسموز، مرض الليبتوسبيروز، الأكياس المائية، الأمراض الجلدية التعفنية، الإسهال الخ.. وفي مداخلتها ذلك أعطت الدكتورة بثينة الشعرة لمحة عن أهم الطرق الوقائية لتجنب الأمراض وعلى رأسها النظافة، الذي تعتبر المبدأ الأساس للحفاظ على الصحة، وذلك على مستوى الجسم و البيت والحي. مبرزة أهمية دور المجتمع المدني في مجال تحسيس الأفراد و الجماعات في الحفاظ على بيئة سليمة. ومن ضمن الخطوات الهامة للنظافة الجماعية تقول الدكتورة ضرورة وضع النفايات في الأماكن الخاصة بها عوض رميها بشكل عشوائي، واحترام أوقات جمعها من طرف الشركة. كما أكدت المتدخلة على ضرورة التواصل مع الناس لحثهم على احترام النظافة بشكل مستمر حتى يترسخ في الأذهان السلوك السليم اتجاه البيئة. كما تطرقت المحاضرة إلى أهمية إعادة استعمال النفايات وفرز بعضها مباشرة من طرف المواطن وعدم الاتكال على شركة النظافة للقيام بكل شيء. وشدد المتدخلون خلال هذا اللقاء على ضرورة بناء شبكة الواد الحار بالحي المهمش وتعبيد الطرق.. كما عبروا عن استنكارهم للامبالاة التي تنتهجها شركة أمانديس اتجاه شكاياتهم . وناشدوا المسؤولين بوضع حد لمشكل الأزبال بالحي ، وفي كل الزوايا والدروب والتي تهدد صحتهم.