تعرضت عدد من الأشجار المثمرة بنواحي آزرو بإقليمافران إلى مرض اللفحة النارية، حيث أصيبت العشرات من الهكتارات من حقول الفواكه بهذا المرض للسنة الثانية على التوالي، خاصة منها أشجار التفاح والإجاص، حيث أكد عدد من الفلاحين بالمنطقة أن اللفحة النارية قضت على محصول الإجاص بنسبة 100% فيما تجاوزت 60% بالنسبة للتفاح لتقضي بالمرة على حلم موسم تسويق المنتوج المحلي هذا العام.. وهي حالة أكيدة في حين مازال فلاحون آخرون يشكون في أن تكون البكتيريا المذكورة قد خربت ما بين هكتارين إلى عشرة هكتارا من محاصيلهم من الفواكه التي يصيبها هذا النوع من البكتيريا. مصادر قالت أن حالة من الذعر تسود وسط الفلاحين خوفا من أن تضيع كل مجهوداتهم سدى، ومن أن يتكبدوا خسائر فادحة. وأضافت ذات مصادر أن الفلاحين تعرضوا لخسائر كبيرة نتيجة هذا المرض مما يضطر الفلاحين إلى حرق أشجار التفاح والإجاص المصابة تجنبا لامتداد العدوى لباقي المحصول. وقد توجه يومين قبل افتتاح المعرض الدولي للفلاحة في دورته الخامسة التي تمت في نهاية ابريل الأخير أزيد من مائة فلاح من منطقة أمغاس بإقليمإفران نحو ولاية مكناس لطلب لقاء مع المسؤولين للتعبير عن استيائهم لما يتعرضون له من تهميش على مستوى عمالة إقليمإفران، وللمطالبة بتدخل وزارة الفلاحة من أجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، درء لخسائر كبيرة بالنسبة إليهم. محملين الوزارة المعنية وزر ما أصابهم واعتبروها "مقصرة في حقهم"، لأنها لا تمدهم بمساعدات عينية ولا حتى إرشادات لتوعيتهم بالمرض وبسبل الوقاية منه، داعين في نفس المناسبة الى النظر في حجم الخسائر التي تكبدتها فلاحتهم نتيجة الفيضانات والعواصف الرعدية التي ألحقت خسائر بليغة بمختلف الأشجار المثمرة والحبوب والقطاني والخضروات، ومرض اللفحة النارية الذي أصاب مزارعهم، مطالبين بالتعويضات المادية بسبب اللفحة النارية والعواصف الرعدية التي تضر بالورديات، إلى جانب عدم قدرتهم تبعا لذلك على سداد الديون التي في ذمتهم، ومطالبين بإنشاء القناطر والمنشآت الفنية لمواجهة سيول الأمطار التي تدمر مختلف الحقول والبساتين بالمنطقة.. وقد استقبلتهم لجينة بمقر الغرفة الفلاحية بمكناس مكونة من رئيس المجلس الجهوي لمكناس تافيلالت ورئيس المجلس الإقليميلإفران والمدير الإقليمي للفلاحة بإفران ورئيس الغرفة الفلاحية لمكناس والحاجب وافران، فضلا عن الكاتب العام للولاية بالنيابة عن.. وخلال الاجتماع ذاته عبر الفلاحون عن انشغالاتهم وهمومهم، خاصة عند حدوث العواصف الرعدية التي تلحق خسائر جسيمة بكل ما يملكونه، والخسائر التي طالت محاصيلهم هذه السنة بسبب المرض والفيضانات، واستعرضوا مطالبهم المتعلقة أساسا بإعفائهم من الديون التي بذمتهم تجاه مؤسسة القرض الفلاحي، أو التخفيف منها. في حين تم تكوين لجنة لليقظة و للوقوف على حجم الخسائر المادية للفلاحين في عين المكان أي في ضيعاتهم.. ويذكر أن مرض اللفحة النارية ظهر في المغرب سنة 2006 بجهة مكناس وامتد حتى 2007 ليشمل جهة صفرو. ويصيب هذا المرض بشكل أساسي أنواع الورديات مثل أشجار الخوخ والتفاح والإجاص.. وتجدر الإشارة إلى أن مرض اللفحة النارية كان قد هاجم بشدة مساحة تقدر ب 51 هكتارا من البساتين المختلفة بجهة مكناس، في وقت سابق، مما أدى إلى اقتلاعها وحرقها، 42 هكتارا منها سنة 2006 و9 هكتارات سنة 2007، كما قام خبراء المديرية الإقليمية للفلاحة بالجهة بمعالجة حوالي 61 هكتارا بالمناطق المصابة، علاوة على ذلك، وبتزامن مع عمليات البحث والتطهير، تم تنظيم حملات تحسيسية لفائدة الفلاحين حول هذا المرض وكيفية التصدي له، بهدف تشجيعهم على محاربته بشكل جماعي ومتزامن.