توجه أزيد من مائة فلاح من منطقة أمغاس بإقليم إفران نحو ولاية مكناس لطلب لقاء مع المسؤولين للنظر في حجم الخسائر التي تكبدتها فلاحتهم؛ نتيجة الفيضانات ومرض اللفحة النارية الذي أصاب مزارعهم، إلى جانب عدم قدرتهم تبعا لذلك على سداد الديون التي في ذمتهم. ووفقا لمصادر التجديد فقد توجه الفلاحون إلى مدينة مكناس الإثنين المنصرم على متن 30 شاحنة، وذلك يومين قبل افتتاح المعرض الدولي للفلاحة في دورته الخامسة التي تتواصل إلى ثاني ماي المقبل تحت عنوان الفلاحة والتنمية المستدامة. مصادر التجديد قالت إن الفلاحين تعرضوا لخسائر كبيرة نتيجة المرض المعروف باسم اللفحة النارية، والذي يصيب أشجار التفاح والإجاص، مشيرة إلى أن المرض إذا أصاب شجرة التفاح أو الإجاص فإن الفلاح لا حل أمامه سوى حرقها تجنبا لامتداد العدوى لباقي المحصول. وأبرزت المصادر أن الفلاحين توجهوا إلى ولاية بمكناس حيث استقبلهم رئيس الجهة، واستمع إلى شكايتهم من الخسائر التي طالت محاصيلهم هذه السنة بسبب المرض والفيضانات، ومطالبهم المتعلقة أساسا بإعفائهم من الديون التي أقرضتهم إياها مؤسسة القرض الفلاحي، أو التخفيف منها. هذا وأكدت ذات المصادر أن رئيس الجهة وعد الفلاحين بالنظر في شكايتهم وبعقد لقاء يجمع ممثلين عنهم بوزير الفلاحة. يذكر أن مرض اللفحة النارية من أهم الأمراض التي تصيب الأشجار المثمرة، إذ يصيب أزيد من 75 صنفا نباتيا منتميا إلى عائلة الورديات (أهمها الإجاص والتفاح) ينتشر في أكثر من 45 دولة عبر العالم ويسبب خسائر مادية لا حصر لها. وظهر بالمغرب سنة 2000 بجماعة عين عرمة بمكناس لينتشر سنة 2007 داخل ولاية مكناس وليتعمم سنة 2008 بالمناطق المجاورة كالحاجب وخنيفرة والرشيدية وبولمان و صفرو وفاس والخميسات. وتتجلى خطورة اللفحة النارية في قدرتها على تدمير الضيعة بكاملها في غضون أسابيع. هذا ولا توجد أي مادة كيماوية فعالة لمكافحة الأمراض التي تسببها هذه البكتيريا إلا المضاد الحيوي ستريبتومسين؛ إلا أن هذا المضاد إلى جانب كونه غالي الثمن ولا يستطيع الفلاح المتوسط اقتناءه فقد ظهر أن استعماله أدى إلى ظهور سلالات من البكتيريا مقاومة للمرض، مما يجعل الأمر خطيرا بل ومعقدا، خصوصا إذا علمنا أن هناك إمكانية لانتقال المقاومة إلى الجراثيم المسببة للأمراض بالنسبة للإنسان، والتي تعالج أيضا بالمضاد الحيوي المذكور.