حلت بمدينة مونت-لاجولي بضواحي باريس يوم السبت الماضي، «قافلة المساواة والمواطنة» التي تنظمها الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج بشراكة مع وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن ومؤسسة «يطو»، وذلك بهدف شرح مضامين مدونة الأسرة والتطورات التي عرفتها المرأة المغربية في مجال المساواة، لمغاربة العالم. وتميزت الجلسة الافتتاحية للانطلاقة الرسمية للقافلة، بالكلمة التي ألقتها نزهة الصقلي وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، والتي أكدت من خلاها على التطورات التي عرفها المغرب على مسار إقرار حقوق النساء وعلى رأسها مدونة الأسرة التي جاء. وتوقفت نزهة الصقلي في الكلمة التي وجهتها للمشاركين في هذه القافلة عبر الفيديو، على الإشكالات التي تعرفها المدونة خاصة في مجال التطبيق، بالإضافة إلى عدم تمثل المرأة المغربية المقيمة بالخارج لفلسفة ومضامين القانون الجديد، مبرزة أن الهدف من القافلة هو جعل مغاربة العالم في صلب التحولات التي يعرفها المغرب في مجال إقرار حقوق المرأة. ومن جانبه، أوضح محمد البرنوصي الكاتب العام للوزارة الملكفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، والذي ترأس هذه التظاهرة إلى جانب الكاتب العام لوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن عبد اللطيف البردعي، (أوضح) أن الأسرة المغربية المقيمة بالخارج معنية بكل التطورات التي يعرفها المغرب، مشيرا إلى أن المرأة المغربية المقيمة بالخارج لا تعرف الشيء الكثير عن مدونة الأسرة، وأن عدم المعرفة يكون في الغالب سببا في العديد من المشاكل سواء تلك المتعلقة بالطلاق أو الزواج أو مشاكل أخرى ذات الصلة. وأكد البرنوصي على أن النساء المقيمات بالخارج لايتمتعن بجميع حقوقهن التي تضمنها لهن مدونة الأسرة، ومن ثم أضحى من الضروري الانخراط في هذه الخطوة المتعلقة بالتوضيح وتبادل المعلومات عن قرب، مشيرا إلى أن مدونة الأسرة تقدم جميع الإجابات بالنسبة للمشاكل المرتبطة بالزواج والحياة داخل الأسرة والطلاق. وبدوره، ذكر عبد اللطيف البردعي الكاتب العام لوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، على أن قافلة «المساواة والمواطنة» جاءت استجابة لحاجة الجالية المغربية المقيمة بالخارج لمعرفة مستجدات قانون الأسرة الجديد والذي اعتمده المغرب منذ حوالي سبع سنوات. وأفاد البردعي أن هذه القافلة هي الأولى من نوعها لوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن في إطار العمل عن قرب وسط الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وفي السياق ذاته، قال المتحدث نفسه «إن الوزارة أعدت بشراكة مع الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، دليلا عمليا حول قانون الأسرة الجديدة، تم توزيعه بالمناسبة على أفراد الجالية بهذه المدينة، مشيرا إلى هذا الدليل هو عبارة عن سؤال/جواب حول مجموعة من المواضيع ذات الصلة بقانون الأسرة وحقوق النساء بصفة عامة، كما يتضمن مجموعة من المعلومات المرتبطة بالسياسية الحكومية، في ميدان المساواة بين الجنسين، كحماية النساء من العنف، وأخرى مرتبطة بوصول النساء إلى مراكز القرار، ونشر ثقافة المساواة، وحقوق الأطفال. ويشار إلى مدينة مونت-لاجولي (حوالي 60 كلم على باريس) التي أعطيت بها الانطلاقة الرسمية لقافلة «المساواة والمواطنة»، تحتضن جالية مغربية مهمة حيث يصل عدد المواطنين المغاربة المقيمين بها إلى حوالي 15 ألف نسمة. وستجوب هذه القافلة التي ستتمر إلى غاية متم دجنبر المقبل، مجموعة من المدن التي تعرف تواجدا مكثفا لمغاربة العالم، كما بفرنسا وإسبانيا وألمانيا وهولندا وبلجيكا، بمشاركة مسؤولين وفنانين ومثقفين ورجال قانون وإعلاميين وناشطين في المجال الاجتماعي ومدافعين عن حقوق النساء. ويتضمن برنامج هذه القافلة مجموعة من الندوات واللقاءات المباشرة في الفضاءات العمومية التي يرتادها بالمهاجرون بكثرة، كالساحات العمومية والأسواق والأحياء، وكذا الإعداديات والثانويات، فضلا عن تنظيم أنشطة تحسيسية ذات طابع فني وثقافي مع جمعيات مدنية وفاعلين مؤسساتيين في بلدان الاستقبال، بالإضافة إلى مجموعة من الورشات ذات الطابع التكويني والتحسيسي التي تهدف الرقي بوعي المرأة المغربية المقيمة بالخارج، وجعلها في صلب التحولات التي يعرفها المغرب في مجال المساواة بين الجنسين وتعزيز إجراءات القرب التي تناط بها مهام التكفل الاجتماعي والقانوني لمغاربة العالم من خلال العمل على التطبيق الجيد لمقتضيات مدونة الأسرة وتدابيرها، وروح المساواة التي تميزها من قبل مجموع المتدخلين في مجال الهجرة.