تطلق مؤسّسة الفكر العربي أكبر استطلاع للرأي من حيث تنوعه وشموليته والعيّنات التي يستهدفها تحت عنوان «..لننهض بلغتنا» حول واقع اللغة العربية من مختلف جوانبها. ويمثّل هذا الاستطلاع باكورة أعمال مركز الفكر العربي للبحوث والدراسات الذي أنشأته المؤسّسة أخيراً. وكانت قضية اللغة العربية واحدة من أبرز القضايا التي بحثها المؤتمر التحضيري للقمة الثقافية العربية الذي نظّمته مؤسّسة الفكر العربي في بيروت في شهر يوليوز الماضي بالاشتراك مع المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة (أليكسو) وتحت مظلة جامعة الدول العربية، وضمّ نحو مائة وخمسين مفكراً ومبدعاً ومثقفاً من 18 دولة عربية. وكان الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسّسة الفكر العربي، قد دعا في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التحضيري للقمة الثقافية العربية إلى اعتبار اللغة العربية قضية محورية يجب التركيز عليها في المشروع الثقافي العربي للعقدين المقبلين. يشمل هذا الاستطلاع الذي تطلقه المؤسّسة تسع دول عربية هي: لبنان ومصر والسعودية والأردن والمغرب وتونس والكويت وفلسطين والسودان. ويهدف الاستطلاع إلى كشف الأسباب والعوامل التي أدّت إلى تراجع اللغة العربية في المدارس والجامعات ووسائل الإعلام ولدى الشباب عموماً وفي السينما والمسرح والأغنية. ويتضمن الاستطلاع تسعة نماذج تستهدف تسع عيّنات، النموذج الأول موجّه إلى وسائل الإعلام (المرئي والمقروء والمسموع) وذلك للتعرف على وجهة نظر الإعلاميين وموقفهم من اللغة الثالثة التي تمزج ما بين الفصحى والعامّية، ويستهدف النموذج الثاني الطلاب في مراحل التعليم ما قبل الجامعي، ويتوجّه النموذج الثالث إلى معلمي اللغة العربية في المدارس، والنموذج الرابع إلى طلاب المرحلة الجامعية، بينما يستهدف النموذج الخامس أساتذة اللغة العربية في الجامعات، ويركّز النموذج السادس على المبدعين للكشف عن أسباب أزمة اللغة العربية في السينما والمسرح والأغنية. أما النموذج السابع فهو مخصّص للأكاديميين والباحثين وأعضاء المجالس اللغوية للتعرف على عمق الأزمة وكيفية معالجتها، ويتوجه النموذج الثامن إلى فئة الشباب عموماً، أما النموذج التاسع فهو عام هدفه استطلاع آراء المواطنين من مختلف الفئات. الأمين العام لمؤسّسة الفكر العربي الدكتور سليمان عبد المنعم أعلن أن هذا الاستطلاع الكبير سيشمل عيّنة إجمالية تتجاوز خمسة آلاف مُستطلع، وسيتم تنفيذه ميدانياً على النموذج الورقي، وإلكترونياً عبر الموقع الإلكتروني لمؤسّسة الفكر العربي، وأكد أن المؤسّسة تعقد آمالاً كبيرة على نتائج هذا الاستطلاع المعمّق، وتعوّل على تجاوب المؤسّسات العربية كافة وسائر المثقفين والطلاب وكل المعنيين لبلورة تصوّر علمي شامل وأمين لواقع اللغة العربية، يُسهم في وضع خريطة طريق يمكن إدراجها على جدول أعمال القمّة الثقافية العربية المقبلة. تجدر الإشارة إلى أن نتائج هذا الاستطلاع سيتم تضمينها في كتاب الشهر الذي سيصدر عن مركز الفكر العربي للبحوث والدراسات قريباً.