قامت مؤسسة أندلس ميديا للاعلام والاتصال، اليوم الثلاثاء، بتقديم نتائج أول دراسة علمية حول عادات القراءة والاهتمامات حول الصحافة للمواطنين الناطقين بالعربية في اسبانيا، وتتوخى الدراسة بشكل عام، استقراء عادات وميول المواطنين الناطقين بالعربية في اسبانيا فيما يتعلق باستهلاك الصحافة سواء الورقية أو الإلكترونية عبر بحث أو استبيان ميداني. وتهدف هذه الدراسة، التي تم تقديمها بالمركز الدولي للصحافة بمدريد، بحضور ممثلي وسائل الإعلام الإسبانية والدولية وكذا ممثلين عن السلك الدبلوماسي العربي المعتمدين بالعاصمة الإسبانية، إلى الوقوف على عادات واهتمامات الجالية العربية المقيمة في اسبانيا فيما يتعلق بقراءة الصحف، وتعتبر الأولى من نوعها التي تهتم حصريا بالجالية العربية المقيمة في اسبانيا. وأطلقت مؤسسة أندلس ميديا هذا البحث الميداني بعد تسجيلها للحضور الضعيف للجالية العربية المقيمة في إسبانيا في وسائل الإعلام المحلية والصورة السلبية التي تقدم بها وكذا ارتفاع أصوات تنادي بإطلاق وسائل إعلام خاصة بهذه الجالية على غرار باقي الجاليات الأخرى. وفي إطار هذا البحث، أجرت المؤسسة التي يديرها الصحافي المغربي سعيد إدى حسن استطلاعا للرأي عبر استقراء آراء ما يقارب 1100 مواطنا من أصل عربي، خاصة منهم المغاربة والذين يقدر عددهم الإجمالي بأزيد من 800.000 ألف شخص. وقام بهذا العمل عشرة محترفين مختصين في شؤون استطلاعات الرأي حيث أجروا مباشرة عمليات الاستطلاع في الأماكن التي يرتادها السكان العرب، بالإضافة إلى نسبة صغيرة من الاستطلاعات التي جرت عبر الهاتف. وقد شمل الاستطلاع جنسيات عربية مختلفة منها: المغربية والجزائرية والسورية والأردنية واللبنانية، وركزت الدراسة موضوعها في الاطلاع على عادات العرب في قراءة الصحف ومعرفة: 1. ما إذا كانوا يقرؤون الصحف الاسبانية وفي أي شكل (الورقية، الرقمية أو كليهما.) 2. ما إذا كانوا يدخلون إلى الانترنت، وماهي المواقع الإخبارية التي يتصفحونها. 3. وما الشكل الذي يلزم أن تكون عليه صحيفة ورقية باللغة العربية، موجهة للجالية العربية في إسبانيا. وقد استندت الدراسة إلى عينة ضمت 1092 شخصا من نساء ورجال تتراوح أعمارهم بين 16 و64 سنة لكن في اغلبهم تتراوح أعمارهم بين 30 و35 عاما، وتم تنفيذها بين الأسبوع الثاني لشهر يوليو والأسبوع الأول لشهر أغسطس 2010م، وقد شملت المدن الرئيسية اليكانتي، الميرية، برشلونة ومدريد (وهي المدن التي تتواجد فيها كثافة سكانية عربية). قنصليات المغرب في مدريد وبرشلونة والميرية، والقنصلية الجزائرية في اليكانتي والمساجد الكبرى في مدريد وبرشلونة. أما الأهداف المتوخاة منها فهي الوقوف على اهتمام الجالية العربية المقيمة في اسبانيا تجاه وسائل الإعلام المتوفرة حاليا بمختلف أشكالها ومصادرها، ومدى الاهتمام بإصدار صحيفة ورقية باللغة العربية. ونتيجة للاستطلاع، تم التوصل إلى سلسلة من الخلاصات بعد إحصاء النتائج وتحليلها بشكل مستفيض. وفيما يلي أهم النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة: أول نتيجة مهمة هي كون الجالية العربية، على عكس الاعتقاد السائد، اعتادت قراءة الصحافة باللغة الاسبانية، وبخصوص الشكل، تفضل غالبية القراء تفضل الاطلاع على الصحافة في الطبعة الورقية. أما بخصوص الأشكال الجديدة للاطلاع على الصحافة، فإن الأغلبية أكدت أنها معتادة على تصفح الانترنت، وإن كانت نسبة مهمة تقوم بذلك في مقاهي الانترنت مقابل نسبة محدودة لديها انخراط في الشبكة العنكبونية في البيت. وفيما يتعلق بالموضوع الرئيسي للبحث، المتمثل في مدى تقبل فكرة قراءة جريدة أسبوعية باللغة العربية، فإن نسبة 94% أكدت دعمها لهذه الفكرة، وهو ما يؤكد وجود حاجة ماسة لأسبوعية باللغة العربية تلائم اهتمامات وتطلعات هذه الجالية، وبخصوص الشكل، فإن الغالبية يفضلون أن تكون هذه الصحيفة ورقية، كما يميلون إلى أن تكون مجانية. ومن جهة أخرى، وفيما يتعلق بالمضمون، فإن الأخبار الأكثر طلبا هي المتعلقة بالجالية العربية، وتليها أخبار الرياضة والأخبار الدولية. وبهذه المناسبة تم الإعلان عن إنشاء "مرصد الاندماج الإعلامي للجالية العربية في إسبانيا" وهو هيئة علمية واجتماعية مستقلة تتابع تناول القضايا المتعلقة بالجالية العربية والعالم العربي من قبل وسائل الإعلام الإسبانية. ويهدف المرصد، الذي تشكله نخبة من الصحافيين الإسبان والصحافيين العرب المقيمين في إسبانيا وكذا أكاديميين وباحثين يهتمون بقضايا الجالية العربية، إلى تحقيق حضور أكبر وأكثر إيجابية وفعالية لهذه الجالية على المستوى الإعلامي. هذا وتعتبر وكالة أندلس ميديا أول وكالة إعلام واتصال في اسبانيا تعمل أساسا مع فاعلين مرتبطين بالعالم العربي. ومن بين مهامها إصدار وسائل إعلام تحتوي على أخبار حول اسبانيا موجهة للجالية الناطقة بالعربية المقيمة في اسبانيا والعالم العربي، والقيام بدراسات وإجراء استطلاعات للرأي... ولكن أبرز مشاريعها يبقى إنشاء أندلس برس الذي يعتبر أول صحيفة إلكترونية عامة إخبارية باللغة العربية في تصدر في اسبانيا www.andaluspress.com. وكان إصدارها قد لقي صدى واسعا في وسائل الإعلام الإسبانية والدولية (www.andaluspress.com/pressbook.pdf). هذا وأخذت الوكالة على عاتقها إصدار أول صحيفة أسبوعية ورقية تحمل نفس اسم الصحيفة الرقمية، أندلس برس، حيث من المتوقع ظهورها في الأسواق في نهاية أكتوبر وأوائل نوفمبر 2010م. هذا وتعود دوافع إنشاء هذه الصحيفة إلى وجود جالية عربية تقدر بنحو مليون نسمة في اسبانيا، لكنها حضورها يبقى جد ضعيف في وسائل الإعلام الإسباني التي تهتم وتسلط الضوء فقط على الجوانب السلبية في تواجد هذه الجالية بإسبانيا مثل الهجرة السرية وحوادث السرقات وبيع المخدرات، مما يتطلب إطلاق وسائل إعلام موجهة مباشرة لهذه الجالية تقدم لها الأخبار التي توافق اهتماماتها، كما ذكر بذلك رئيس مؤسسة أندلس ميديا خلال تقديم هذه الدراسة. وقال الإعلامي المغربي إن "الرھان الأكبر الآن يتمثل في تصور وإعداد وإصدار صحيفة تجمع بين الأمرين الذين يركز عليھما غالبية القراء الناطقين بالعربية: وسيلة إعلام عامة ذات مضامين جدية ودقيقة وفي نفس الوقت مجانية تكون وسطا بين الصحف +التقليدية+ والمجانية".