قال وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد خالد الناصري، اليوم الجمعة بالرباط، إن المقاربة الشمولية المعتمدة مع الشركاء المهنيين في معالجة أوضاع الصحافة المكتوبة "أثمرت نتائج مهمة". وأوضح السيد الناصري، خلال افتتاح لقاء لتقديم مشروع دراسة حول تنمية قطاع الصحافة المكتوبة، أن من أبرز تلك النتائج تحديث وعقلنة منظومة الدعم العمومي للصحافة المكتوبة من خلال تعميمه، واعتماد معايير موضوعية وعادلة تروم التأهيل وتراعي التعددية وتتوخى تعزيز الجودة والمهنية والتنافسية. كما أشار الوزير إلى أنه وطبقا لما ينص عليه العقد-برنامج بين وزارة الاتصال وفدرالية الناشرين، عملت الوزارة على إنجاز تقويم داخلي أولي، معتبرا أن هذا التقويم اقتضى تعميقه بدراسة خارجية تمكن من الوقوف على مكامن الاختلال وتعزيز الجوانب الإيجابية في تجربة العقد-برنامج واعتماد دراسة علمية متكاملة تشمل مختلف المجالات المرتبطة بقطاع الإعلام المغربي المكتوب في تعدده وتنوعه. وأبرز أن هذه الدراسة تسمح أيضا باستشراف آفاق التطور على المديين المتوسط والبعيد مع استحضار كل الإشكالات ذات الصلة بتطوير المقروئية وتعزيز الانتشار وموقع الصحافة الجهوية والتطور المتزايد للصحافة الإلكترونية والأسئلة المرتبطة بتطور أشكال ممارسة حرية التعبير وحرية الصحافة بواسطة التكنولوجيا الجديدة للاتصال، وسبل تمهين الممارسة وتنظيم المهنة، ومسالك وبرامج التكوين الأساسي والمستمر، والإطار القانوني ومواثيق الأخلاقيات. واعتبر أن هذا اللقاء يندرج في إطار المشروع التشاركي الهادف إلى النهوض بقطاع الصحافة المكتوبة عبر تأهيل وتطوير المقاولة الصحفية، والعناية بأوضاع المهنيين، على مختلف المستويات، بما يجعل الإعلام المكتوب قادرا على الاضطلاع بدوره كاملا في تنشيط الحياة الديمقراطية وتعزيز مسار الحرية كركن أساسي لمشروع المجتمع الديمقراطي الحداثي. من جهته، أبرز رئيس الفدرالية المغربية لناشري الصحف السيد خليل الهاشمي الإدريسي أن هناك انتظارات تعقد على هذه الدراسة التي ستنجز للإجابة على العديد من الأسئلة الهامة المتعلقة بالصحافة المكتوبة. وأكد في هذا السياق أن أهمية الدراسة تكمن في أنها يمكن أن تعطي صورة كافية عن القطاع ومشاكله بصورة علمية، مشيرا إلى أن العقد -برنامج الذي وقع في السابق "لم تسبقه دراسة وأنجز بطريقة تطوعية وليست علمية" . وأشار السيد الإدريسي إلى بعض الأسئلة المنتظرة من الدراسة والمتعلقة، على الخصوص، بعدد العاملين في القطاع، وتقديم رقم معاملات القطاع والمدخول الإشهاري أو من المبيعات المباشرة، وكذا تقديم تصور حول الصورة التي سيكون عليها القطاع في سنة 2020. أما الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية السيد يونس مجاهد فاعتبر أن على الدراسة أن تجيب على عدد من الأسئلة تتعلق على الخصوص بشفافية التسيير المالي للمقاولات الصحفية والواقع الاجتماعي للصحافيين العاملين بها. وبعدما أشار إلى أن عقد البرنامج ينص على ضرورة إجراء تقييم سنوي حول تطور المقاولة الصحفية ومعالجة الإشكالات المطروحة على الصحافيين، أكد السيد مجاهد أن الورش الكبير هو مستقبل الصحافة المكتوبة بالمغرب على ضوء القضايا المطروحة. وقدمت خلال هذا اللقاء المنهجية التي ستعتمدها المؤسسة المشرفة على إنجاز دراسة حول تنمية قطاع الصحافة المكتوبة وكذا السياقات التي ستؤخذ بعين الاعتبار في مراحل إعدادها. كما سيتم استحضار الصعوبات التي تعترض الصحافة المغربية وعلى الخصوص ما يخص التوزيع في العالم القروي، ونسبة العائدات، سواء عن طريق بيع المنتوج للقارئ أو الإشهار.