الجائزة الكبرى من نصيب الشريط المغربي «حياة قصيرة» كانت الجائزة الكبرى لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة، من نصيب الشريط المغربي «حياة قصيرة» لعادل الفاضلي، فيما نال الشريط التونسي «تنديد» لوليد مطر، جائزة السيناريو، أما جائزة لجنة التحكيم، فكانت من نصيب الشريط اليوناني «جرد» لفانجليس كالمباكس. كما عرفت هذه الدورة، إحداث جوائز الميزة الخاصة، التي كانت من نصيب سلوفينيا، عن شريط «إي بيكس»، وتركيا عن شريط «أصوات»، ثم الجزائر عن شريط»لن نموت»،فضلا عن ذلك قررت لجنة التحكيم، التنويه بجميع الأفلام اليونانية المشاركة في المسابقة الرسمية، بالنظر لتميزها. وفي الكلمة التي ألقاها رئيس لجنة التحكيم عبداللطيف اللعبي بنفس المناسبة، أشار إلى أن أعضاء اللجنة عاشوا حالات من الانقباض، نتيجة التخلي عن العديد من الأشرطة رغم اقتناعهم بقيمتها، لكن - يضيف اللعبي- كان لا بد من الخضوع للقانون الفولاذي الذي يحكم منح الجوائز. وذكر أن الجو داخل لجنة التحكيم، سادته اللياقة واحترام التعدد والاختلاف، وإن كان في بعض الحالات، كانت تطفو على السطح، عاطفة الانتماء لهذا البلد أو ذاك،غير أنه سرعان ما كان يتم الاحتكام إلى العقل، والغلبة لتكريم الموهبة والإضافة الفنية والنظرة الثاقبة للصراعات القائمة في المجتمعات وفي هذا العالم الذي نعيش فيه. واللافت خلال هذه الدورة، أنه لأول مرة، بعد مرور ثمان دورات، تكون الجائزة الكبرى من نصيب شريط مغربي، وبهذا الصدد، يقول صاحب الجائزة، عادل الفاضلي، معبرا عن فرحته، بطريقته الخاصة «إنه خلال اليوم هطل المطر، وربح المنتخب المغربي لكرة القدم، كما ربحت السينما المغربية»، وأضاف: « أشكر والدي الذي أتاح لي أن أحلم، وأشكر أمي لأنها حمتني، وأشكر إخوتي على مواهبهم، كما أشكر زوجتي لأنها تتحملني، وأبنائي على ابتسامتهم كل يوم، ورئيس المركز السينمائي المغربي، لأنه دائما معنا..كما أود أن أهدي هذه الجائزة لشخص كان حاضرا طيلة المهرجان، وشاهد جميع الأفلام كلها: المرحوم نورالدين كشطي..». واغتنمنا فرصة حضور المخرج المغربي محمد عبدالرحمان التازي؛ فطلبنا منه أن يدلي لبيان اليوم برأيه الشخصي حول المهرجان وحول الفيلم المغربي القصير، فأكد على أهمية التنافس بين دول البحر الأبيض المتوسط، وأوضح أن الأهم في هذه التظاهرة، هو تلك البانوراما التي تتيح متابعة حصيلة الأفلام المغربية القصيرة لمخرجين شباب، لمعرفة إن كانت تلك الشعلة التي حملناها، سيحملونها هم أيضا، من أجل الدفع بالسينما المغربية نحو الأمام، أم أننا سنظل في جزئيات أو في نوع تعبيري، لا يوجد على الطريق الصحيح. وأبدى تأسفه على أن الفيلم القصير لا تتاح له الفرصة للتوزيع بالقاعات السينمائية. وبالتالي فإن وجهته تكاد تظل محصورة في العرض عبر شاشة التلفزة. وذكر في هذا الصدد الفكرة التي حاول أن يرسخها ضمن خريطة برامج التلفزة، وتتمثل في أن يكون هناك برنامج سنوي خاص بعرض الأفلام المغربية القصيرة، غير أن هذه التجربة لم تستمر، رغم أهميتها. وفي إطار الأنشطة الموازية للمهرجان، ألقى الممثل المصري عزت العلايلي، محاضرة حول موضوع فن التمثيل-سنعود إليها بتفصيل في عدد لاحق- ومما تضمنته، أنه ليس كافيا أن يكون الممثل منفذا لأدوار، بل يجب عليه أن يتمتع بثقافة واسعة. وأوضح العلايلي كذلك أن الممثل ليس مجرد مظهر فقط، بل هو جوهر أيضاوركز كثيرا على أداء الممثل،حيث من المفروض أن يكون مستوعبا تماما لما سيقوم به، سواء على مستوى النطق أو الحركة، وفي هذا الإطار، غادر العلايلي مقعده في المنصة، وقام بشرح تطبيقي لنموذج من عمليات التمرين على مشهد تمثيلي، ليبين مدى أهمية فهم الدور قبل أدائه، وعلق على ذلك بالقول إن الجمل صناديق مقفلة، مفتاحها الفهم. وخلص إلى القول إن الفن مسؤولية كبيرة، إنه أرفع شأنا من السياسة، لأنه يعبر بمنطوق شعبي يفهمه أي إنسان في الشارع. وواصل القول بهذا الصدد، إن الفن صدق وأمانة وتواضع وتواصل ومعرفة.