يستضيف حزب الاستقلال، في التاسع من شهر أكتوبر القادم، بمدينة مراكش، اجتماع قادة الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط، وذلك لأول مرة في بلد إفريقي وعربي وإسلامي. ووفق ما جاء في ندوة صحفية عقدها حزب الاستقلال أول أمس الاثنين بالدار البيضاء، ستستضيف مراكش قادة أحزاب سياسية توجد في مراكز القرار وتقود حكومات في كل من البرازيل والمكسيك وجورجيا وفرنسا وألمانيا وهنغاريا وإيطاليا والشيلي والكوت ديفوار وبوركينا فاسو والرأس الأخضر والموزمبيق والأرجنتين والفلبين. وسيتطرق اللقاء، حسب نزار بركة، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، إلى موضوع الأمن والهجرة في العلاقات الأوربية المتوسطية، وواقع وآفاق الاتحاد من أجل المتوسط، الذي سيكون محور مؤتمر برشلونة المقرر عقده في منتصف نونبر 2010، بالإضافة إلى مواضيع أخرى لا تقل أهمية مثل السلم والنزاعات الإقليمية والتنمية المستدامة والبيئة. وستختتم أشغال اجتماع حزب الاستقلال بقادة أحزاب الوسط، بإعلان خريطة طريق للأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط تنبني، وفق توضيحات بركة، على أرضية من خمس ركائز تهم ترسيخ مبادئ وقيم الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان ودولة القانون والمساواة والشفافية ومحاربة الفقر والجوع وندرة المياه وانتشار الأوبئة والأمراض القاتلة بالإضافة إلى إقرار السلم وفض النزاعات. كما سيجري قادة أحزاب الوسط لقاء مع الصحافة سيعقده بيير فيرديناندو رئيس الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط، يسلط فيه الضوء على نتائج ومقررات وتوصيات اجتماع مراكش وآفاق عمل الأممية بالنسبة للمرحلة القادمة. ووفق ما جاء في الندوة، فإن لقاء مراكش لن يخلو من توضيحات حول قضية الصحراء المغربية والعراقيل التي تحول دون طي هذا النزاع المفتعل وما يتم تبنيه من سلوكات لا حضارية ولا إنسانية تجاه كل من يعبر عن رأيه الواضح بشأن مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب الذي حظي بإجماع المنتظم الدولي من أجل المضي قدما في اتجاه الوحدة المغاربية وتجاوز صراع تم فبركته على مقاس مرحلة الحرب الباردة. فبخصوص الدفاع عن الوحدة الترابية، استثمر حزب الاستقلال، يؤكد بركة، انخراطه في أممية أحزاب الوسط الديمقراطية، كي يطرح، باسم مجموع أحزاب الأممية في لجنة حقوق الإنسان للأمم المتحدة في جنيف، قضايا الأسرى المغاربة المحتجزين في تندوف وقضايا تهجير الأطفال الصحراويين إلى كوبا، وقضايا خرق حقوق الإنسان والمرأة والطفولة في مخيمات تندوف. وباتساق مع ذلك، ما انفك الحزب يشدد، بحسب المتحدث ذاته، في مختلف اجتماعات ودورات الأممية، على ضرورة التوصل إلى حل سياسي نهائي متوافق عليه، لحل هذا النزاع المفتعل من طرف الجارة الجزائر، والعمل على الإسراع في بناء المغرب العربي. كما قدم حزب الاستقلال في هذا الصدد مذكرة إلى الحزب الشعبي الإسباني حول قضية الصحراء، يتطرق فيها إلى الروابط التاريخية بين سكان الصحراء والدولة المغربية، ومواقف حزب الاستقلال منذ حصول المغرب على استقلاله إلى اليوم بشأن القضية الوطنية، والمجهودات التي يبذلها المغرب لتجاوز هذا الوضع، وحرصه على بناء مغرب عربي قوي ومتحد. ويشار إلى أن حزب الاستقلال انضم رسميا إلى الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط في فبراير 2004 إثر انعقاد مؤتمر زعماء أحزاب الأممية في مدريد. وجاء هذا الانضمام بعد قبول ترشيح حزب الاستقلال من طرف اللجنة التنفيذية الأممية التي انعقدت في لشبونة في مايو 2003 . هذا، وقد تلقى حزب الاستقلال دعوة الالتحاق بهذه المنظمة من طرف كل من حزب «الاتحاد من أجل الحركة الشعبية» الفرنسي، والحزب الشعبي الإسباني. وكان المؤتمر الرابع عشر لحزب الاستقلال الذي انعقد في مارس 2003، مناسبة لإجراء المباحثات الثنائية مع وفدي هذين الحزبين، والتداول بين المؤتمرين في شأن الاستجابة لهذه الدعوة. وتضم الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط أكثر من 110 حزبا سياسيا يمثلون الوسط الديمقراطي من مختلف الدول والقارات؛ حيث تتقاسم هذه الأحزاب عدة قيم كونية، من بينها الديمقراطية وحقوق الإنسان ودولة الحق والقانون والتنمية البشرية والوسطية والاعتدال بمنظور اجتماعي لاقتصاد السوق والعدالة الاجتماعية والتضامن والسلم. ومن بين أهم الأحزاب المشاركة في أممية الوسط الديمقراطي، نجد على صعيد القارة الأوربية كلاًّ من الحزب الشعبي الأوروبي، الحزب الشعبي الإسباني، الاتحاد من أجل الحركة الشعبية الفرنسي، الحزب الديمقراطي الاجتماعي البرتغالي، والاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني. ومن بين أحزاب أمريكا اللاتينية نذكر الحزب الوطني الديمقراطي المكسيكي، وحزب العدالة الأرجنتيني، والحزب الديمقراطي الاجتماعي البرازيلي.