أصبح الزميل عزيز ريباك موضوع الساعة في أوساط الصحافة الرياضية وعموم المهتمين بكرة القدم، في هذا الموضوع لن أتطرق للحادث كما وقع ولكن يجب البحث في ما قبل الحادث. لم أكن يوما غريبا عن ميدان الإعلام الرياضي الإذاعي وأعرف جيدا الظروف التي يشتغل فيها الجميع من سائق وتقني وصحفي والتي أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها تعود إلى زمن مضى، أيام بداية الإرسال الإذاعي بالمغرب، إذ لم يعرف أي تطور يذكر فكان العمل عبارة عن ممارسة صحفية في أسواق للمتلاشيات ليس إلا... وهنا لابد من التساؤل، فإذا كان الخطأ موجود بالفعل، فهو لم يكن عن قصد، وإذا كانت الإدارة قد كيفته على هذا الأساس فيجب على الجميع أن يتحمل المسؤولية من الرئيس المدير العام للشركة المغربية للإذاعة والتلفزة إلى مديرية الإنتاج والبرامج والتقنية والى مصلحة الرياضة. فعلى امتداد العشرين سنة تعيش مصالح الرياضة في لا مسؤولية ولا تغيير ولا هيكلة ولا تصحيح ولا إعادة ترتيب البيت من جديد، وكأني بها المصلحة الوحيدة خارج دائرة الاهتمام في أجندة المسؤولين... فهل تم البحث والتقصي في الضيوف التي تمطرنا بها مصالح الرياضة بدار البريهي دوما سواء البرامج الحوارية الأسبوعية أو خلال البرامج الإخبارية أو حتى من يتم توظيفهم ليصبحوا محللين وخبراء تحت الطلب؟ هل تراقب الإدارة التصرفات التي يسلكها من تم توظيفهم في قناة الرياضية الجديدة والتي أضحت شبيهة بقناة للأطفال، كل يغني على ليلاه من دون حسيب أو رقيب. وإذا كانت الإدارة قد اعتبرت عزيز ريباك، قد أخطأ فإن السبب ناتج عن تكرار أخطاء تقنية فادحة، فهو لا يستحق كل هذه الضجة الكبرى، في الوقت الذي كان يجب أن توجه سهام بعض الأقلام إلى الموضوع الأهم وهو الوحدة الترابية وشرذمة البوليساريو وحليفها الجزائر، وما وقع للبطل الشهم ولد سلمى، وأن توجه أقلام صحافة المناسبات إلى صحافة اسبانيا المأجورة التي صامت عن الكتابة لأن الموضوع يهم المغرب وقضيته العادلة. عندما أكتب اليوم عن هذا الموضوع، فإنني أكتب دفاعا عن عزيز ريباك الذي أعرفه لأكثر من ثلاثين سنة، طالبا مجدا و متزنا، وصحفيا بقسم التحرير قبل أن يضمه إلى طاقم الرياضة بالإذاعة المرحوم نور الدين اكديرة، ليكون فريقا منسجما مع عبد الفتاح الحراق، وآخرون ومسؤولا بإذاعة وجدة وصحفيا بإذاعة كولون بألمانيا، ليعود للتلفزة بمصلحة الرياضة... فإذا كانت الإدارة قد اعتبرت ما قام به ريباك خطأ جسيما، فأين تضع كلام عيوش والذي مس من خلال المقدسات الوطنية، والجميع يعرف بقية الحكاية وهنا لابد من التساؤل: هل تريد الإدارة أن تعلن عن وجودها؟ وكما يقول المثل «تربي الناس بمن حصل» وبالتالي كان ريباك الطعم في صنارة العرايشي وهو ما لم يستسغه أحد. فالإذاعة والتلفزة المغربية بجميع أقسامها مريضة وعليلة وما يكتب عنها من نقد في الصحف الوطنية حول الإنتاج والبرمجة وظروف العمل والتعويضات والترقيات والمحاباة والمصالح التي عشش فيها البعض قرابة ثلاثة عقود مع ما يرافق ذلك من سلبيات أضحى واضحا. كنت أتمنى أن تفتح الإدارة وبمسؤولية، ملف الرياضة بالإذاعة والتلفزة في كل القنوات التابعة للقطب العمومي، وسلسلة البرامج المقدمة، فالأكيد أنها ستصاب بالصدمة الكبرى، لأنها ستقف على حقيقة الزبناء الذين يتمتعون بالشوط الثالث. تبقى الإشارة، إلى أن موضوع الصحفي عزيز ريباك يجب أن يعالج بحكمة وإذا كان المغفور له الحسن الثاني طيب الله مثواه قد أعلنها مدوية بقرار تاريخي «إن الوطن غفور رحيم» فاعتقد جازما أن تاريخ ريباك الصحفي المهني والأخلاقي يستحق أن تشمله الرحمة والرأفة...