منذ الاستغناء على مجموعة من اللاعبين وعلى عدد من الأطر التقنية الوطنية وكرة القدم المغربية تخضع الى مسلسل من التجارب التي أكدت جميع التحليلات أنها زاغت عن الطريق الصحيح وبقيت الأهداف بعيدة المنال أو من باب المستحيل بالنسبة لمن يشرفون على منتخبنا الوطني لأن نهاية الجيل الذي رسم بحروف من ذهب أمجاد الفريق الوطني في مونديال 70-86-98، أقفل فترة التألق التي استحال استرجاعها لأن الوضعية الحالية للمنتخب الوطني والغموض الذي يسود هزالة نتائجه أفرز آفاقا متواضعة جدا وطرح أسئلة عديدة. يقول المثل الرياضي «الفريق ليس صورة للمشرف عليه» وهذا المثل يعتبر ملاحظة وتحليلا في نفس الوقت، في حالة الإيجابيات يصعب تحديد المسؤولية الى الأشخاص الذين يحتلون المناصب الأساسية، وفي مقدمتهم الأطر التقنية التي يكون لها نصيب الأسد من الانتقادات والاتهامات وبالعودة الى كبوة السبت الماضي أمام افريقيا الوسطى رغم توفرنا على كل مقومات النجاح فقد صب اللوم على الإطار التقني واختياراته غير الصائبة ونهجه التكتيكي العقيم. ومن باب المنطق الرياضي الكروي يصعب تحديد كامل مسؤولية الفشل الى الطاقم التقني دون إعفاء الطاقم الاداري الطرف الرئيسي لأنه يعكس مؤهلاته وامكانياته عبر نتائج ومردودية الفريق ككل. قد يكون من الصعب جدا الحصول على الاجماع في الميدان الرياضي في كرة القدم على الخصوص نظرا لاختلاف الآراء والفلسفات الكروية وحتى الرؤيا الشمولية لكن النتائج سواء كانت سلبية أو إيجابية تسقط كل العوامل الأخرى في سلة النسيان ويبقى المدح أو الإشارة بأصابع الاتهام. أما تكوين أو إعادة بناء فريق (منتخب قوي) يمثل الوطن أحسن تمثيل ويعيد له أمجاده وبريقه وتصبح هيبته الكبيرة وريادته قاريا وعربيا يتطلب عدة شروط تقنية وإدارية، الشرط الأساسي لها وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، مراعاة عامل هام جدا هو التكاملية «La Complémentarité» التي تعتبر إحدى الشروط الأساسية للنجاح. ترى كيف يتم التعاقد مع الطاقم التقني وما هي بنود العقد وكيف تمت صياغتها والمصادقة عليها. ناخب وطني مازال في ذمة فريق ونحن نجري الاقصائيات الافريقية 2012 شيء يثير الاستغراب، ويتبع خطوات النخبة من المملكة السعودية، ويصعب ويستحيل إيجاد مفهوم لهذا التناقض الصارخ. إن عملية كهاته نستنكرها في المهد... ونندد بسلوكها خصوصا مع منتخب كرة القدم الذي يمثل أرضية صلبة لكل إقلاع رياضي صرف. إن قبول عقد بهذا الشكل وبهذه الصياغة يعتبر خطأ بعيدا عن الصواب ونتائجه تكون وخيمة وهو ما حصل فعلا بحصد نتيجة مخيبة للآمال قد تبعثر أوراقنا وتجهض آمالنا في العودة الى الواجهة اذا علمنا أن المنافس المتمثل في افريقيا الوسطى مصنف في الصف الأخير عالميا. كرة القدم المغربية في حاجة الى مواقف وأفكار نيرة في حاجة الى التواصل، الى الحوار المستمر من أجل تسيير دواليبها تسييرا مجديا وناجعا. كرة القدم المغربية ليست في حاجة الى وصاية بدون منطق معقول فذلك معناه مزيدا من تشجيع الفوضى والتسيب. كرة القدم الوطنية تتطلب المزيد من الوعي والمسؤولية من طرف جميع المتداخلين في مجالها. إن إثارة هذا الموضوع يدخل في باب الغيرة الوطنية على كرتنا وعلى منتخبنا حيث لا نشك في نضج وكفاءة بعض المسيرين الذين يحاولون جاهدين وضع قاطرة المنتخب في سكته الصحيحة بالمقابل هناك من يخرب بغير حياء. إذن فلا داعي للتعجب أو الاثارة أو النقذ لأن ما حصل عليه بعض وليس كل مسؤولي الفريق الوطني يفوق بكثير مؤهلاتهم وكفاءتهم.