المغرب يتوعد بمنع دخول القافلة لمياهه الإقليمية يبدو أن التخطيط لما سمي ب«أسطول قافلة التضامن» الإسباني نحو الأقاليم الصحراوية المغربية، لا يسير على ما يرام، بعدما طفت على السطح خلافات بين المنظمين، وتعرضت الفكرة لانتقاد شديد من قبل من كانوا سببا في إثارة هذا الموضوع من أساسه، أي أولئك الناشطون الإسبان الذين خلقوا جلبة مؤقتة في العلاقات المغربية الإسبانية بعدما تظاهروا بشكل غير قانوني بالعيون رافعين أعلام «البوليساريو». وبحسب ما نقلته وكالة «أوروبا بريس»، فقد أعلن الناشطون الإسبان أن «لا علاقة لهم» مع أسطول التضامن الذي أخذت جهات معينة موالية للانفصاليين بالترويج له بعد الأحداث الأخيرة بمدينة العيون. وقد أكدت رابطة «صحرا أكسيون»، وهي الجمعية التي يتحرك باسمها أولئك الناشطون، أن «لا علاقة لها» بأسطول التضامن الذي سيتوجه إلى الصحراء «في المستقبل». ووفقا لما عبرت عنه الناطقة الرسمية باسم الجمعية في جزر الكناري، فإن هذه الفكرة «يعاد طرحها مرة أخرى لتحريف الانتباه حول ما جرى في مدينة العيون». كما أشارت أوروبا برس نقلا عن أعضاء رابطة أصدقاء الشعب الصحراوي في جزر الكناري، أن ما يسمى ب»ممثل البوليساريو» بتلك الجزر، بوشارايا بيو، نفى وجود أي توجه نحو القيام بهذا العمل وقال بحسب ما نقله المصدر ذاته، «لا يوجد هناك أسطول، لكن إذا وجد فليس له علاقة بنا». وعاد النشطاء الإسبان إلى القول بأنه بعد أحداث العيون «ليس لدينا وقت للتفكير في القيام بنشاط آخر، وسنفكر في إجراءات أخرى، لكن بعد مضي بعض الوقت». وأضافت أن «هذه المبادرة اقترحت على الرغم من طرحها على الطاولة منذ عدة سنوات» مشيرة إلى أن المبادرة في الوقت الحالي «تأتي لتحريف الانتباه» عنهم. وكانت عدة جمعيات موالية لجبهة البوليساريو، قررت تعكير صفو العلاقات المغربية الإسبانية، عبر ما سمته مزيدا من «الضغط السياسي على المغرب» من أجل «اختراق» ما وصفته ب»الحصار الإعلامي الذي تفرضه السلطات المغربية على الأقاليم الصحراوية»، وكذا إدانة «سلوك اللامبالاة لبعثة الأممالمتحدة نحو الخروقات الدائمة لحقوق الإنسان» التي ترتكبها السلطات المغربية في الأقاليم الصحراوية. وبحسب ما يدعيه أصحاب هذه الفكرة، فإن 15 جمعية بعضها من المكسيك والأرجنتين ستشارك في «أسطول التضامن»، علاوة على مجموعات من النمسا. كما توقع المنظمون أن يشارك في العملية أزيد من 100 شخص، وإن لم يتحدد بعد عدد المراكب التي سيتم تسييرها إلى الشواطئ المغربية، إلا أنها لن تقل بحسبهم، عن ثمانية في كل الأحوال وكلها تحمل أعلاما إسبانية. وعن الموعد المحدد لشروع «الأسطول» الذي أطلق عليه اسم «محفوظ علي بيبا»، القيادي في جبهة البوليساريو الذي توفي في ظروف غامضة مؤخرا، في الإبحار، نقلت صحيفة «إلباييس» عن المنظمين ثلاث مقترحات تتضمن إيحاءات مستفزة، وهي 14 نونبر الذي يوافق ذكرى اتفاق مدريد سنة 1975، أو 27 فبراير الذي يتزامن و ذكرى تأسيس البوليساريو، أو 20 ماي يوم شروع البوليساريو في شن هجماته المسلحة على القوات المغربية. وفيما لم تعلن الحكومة المغربية عن أي موقف رسمي في الوقت الحالي اتجاه هذه التحركات الجديدة، مثلها مثل الحكومة الإسبانية التي رجحت مصادرنا أن لا تتدخل مطلقا في «أسطول التضامن»، إلا أن مصادر حكومية مغربية لمحت لبيان اليوم إلى أن المغرب لن يسمح برسو تلك السفن على شواطئه أو في موانئه، كما قد يعترضها بمجرد دخولها إلى مياهه الإقليمية ليحول اتجاهها أو تسحب نحو المياه الدولية بتنسيق مع السلطات الإسبانية. وقالت المصادر ذاتها، إن الحكومة المغربية ترى أن الوقت ما يزال مبكرا للإعلان عن موقف رسمي في هذا الشأن، لكن الرأي رسا على أن يمنع دخول أولئك الأجانب إلى المياه الإقليمية للمغرب. وأخذت تلك المصادر في عين الاعتبار موقف الحكومة الإسبانية الذي قد يكون سلبيا بدرجة كبيرة في هذا الموضوع، بحيث تسمح للسفن بالتوجه نحو المغرب دون أي مشكل، لكن المغرب بحسب مصادرنا، وإن كان سيتخذ موقفا بمنتهى الصرامة في هذا الشأن، إلا أنه يضع علاقاته مع جاره الإسباني في عين الاعتبار.