حلت، مساء أمس الثلاثاء، بساحة جامع الفنا بمراكش "قافلة السلام" الهادفة إلى دعم مشروع الحكم الذاتي بالصحراء ومغربية الأقاليم الجنوبية للمملكة، حيث خصصت لها ساكنة المدينة الحمراء ومتطوعي المسيرة الخضراء وفعاليات المجتمع المدني بمراكش والأقاليم الصحراوية استقبالا جماهيريا حارا. وتضم هذه القافلة، التي انطلقت من بروكسيل في اتجاه لكويرة، مشاركين من جنسيات مختلفة (الجزائر وتونس والعراق وفلسطين) إلى جانب المغاربة المقيمين بأوروبا خاصة من بلجيكا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا ولوكسمبورغ. ودعا المشاركون في هذه القافلة، الذين كانوا يحملون صور صاحب الجلالة الملك محمد السادس والعلم الوطني، إلى ضرورة رفع الحصار عن المغاربة المحتجزين بمخيمات تندوف، مجددين تشبثهم بمغربية الصحراء. ونددوا بالوضعية "الكارثية" في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري مطالبين المجموعة الدولية بالتدخل "العاجل" من أجل وضع حد للمحنة التي تعاني منها الأسر المحتجزة في هذه المخيمات. و تهدف هذه القافلة التي جابت العديد من المدن الأوروبية الكبرى خاصة باريس ومدريد وبرشلونة مرورا بطنجة والرباط قبل أن تحط الرحال بمراكش محطتها الثالثة بالمغرب، إلى تحسيس الرأي العام الأوروبي بأهمية مشروع الحكم الذاتي ودعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضحت السيدة زهرة حيدرة رئيسة الجمعية الصحراوية للتضامن مع مشروع الحكم الذاتي، الجهة المنظمة لهذه التظاهرة، أن هذه القافلة تروم لفت انتباه المجتمع الدولي إلى المعاناة اليومية التي يكابدها المغاربة المحتجزون في تندوف لأزيد من ربع قرن، مشيرة إلى أن كل المشاركين في هذه المبادرة يدعمون بكل قوة المقترح المغربي، الذي يعتبر الحل الوحيد والواقعي الذي من شأنه أن ينهي النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء. من جهته، أكد بشري أزيار الناطق الرسمي بإسم الجمعية الصحراوية للتضامن مع مشروع الحكم الذاتي، أن هذه القافلة تشكل "صرخة ونداء من أجل فك الحصار عن إخواننا المغاربة الصحراويين المحتجزين بمخيمات العار بتندوف". وأضاف أن مقترح الحكم الذاتي بالأقاليم الصحراوية يعد مبادرة قادرة على إنهاء نزاع طال أمده، والوصول إلى حل حيث لن يكون فيه "لا غالب ولا مغلوب"، مؤكدا أن مشاركة العديد من الجنسيات في هذه القافلة تعتبر رسالة واضحة إلى الرأي العام الدولي لاطلاعه على الوضعية المزرية التي يعيشها المغاربة المحتجزون بمخيمات الذل والعار. وستواصل القافلة مسيرتها في اتجاه الكويرة (28 يونيو) بعد محطتي الرباط ومراكش، نحو أكادير وكلميم وطانطان وطرفاية والعيون وبوجدور والداخلة.