كان وادي سمسة بمدينة تطوان قبل ثلاثة عقود مضت من الأماكن الرائعة والنادرة التي كان يقصدها الناس للنزهة والترويح عن النفس، بصيد الأسماك والطيور. وكان الوادي يساهم في ري الأغراس والأشجار المثمرة. وفي ملئ للآبار المحاذية له بالمياه العذبة قبل أن يتحول الوادي إلى مصب للمياه العادمة الآتية من الأحياء المجاورة، منها جامع مزواق السفلية، وحي طابولة وحومة العروسي وحي سوق الجملة.. وبقدر ما تكبر هذه الأحياء بقدر ما يزداد الوضع سوءا وضررا بالنسبة للوادي الذي تحولت مياهه،إلى لون أسود تنبعث منها روائح كريهة، وتتسبب في كثرة الناموس والجرذان وكل أنواع الميكروبات الخطيرة. وأفاد حميدو الخلطي يقطن بالقرب من الوادي، بأن خروفا له قد وقع في مياهه المتعفنة ولم تمض إلا أيام معدودة حتى نفق الخروف متأثرا بالميكروبات التي امتصها جلده. ويخشى السكان المجاورون للوادي من تلوث المياه الصالحة والتي تمر عبر قناة تخترق شريان الوادي. وتسبب انهيار قنطرة كانت تربط بين ضفتي الوادي عند نقطة غرسة الغرباوي في معاناة للسكان، لاسيما، خلال موسم الشتاء. ولم يفكر المسؤولون في إعادة بنائها من جديد نزولا عند رغبة المتضررين، علما أن القنطرة المنهارة كانت قد شيدت بمبادرة من أبناء الحي في سبعينيات القرن الماضي. ويطالب سكان حي طابولة و الأحياء المجاورة بوضع حد لكارثة التلوث بواد سمسة وذلك ببناء قنوات بالصرف الصحي للاحياء المجاورة وإعادة بناء القنطرة المنهارة بنقطة التقاء غرستي الحاج المريباح و المرحوم الحاج الغرباوي. كما يطالبون بإجراء تحاليل على مياه الشرب التي يستهلكها السكان المحيطين بالوادي.