في بلاغ توصلت بيان اليوم بنسخة منه، استنكر الفرع الجهوي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح بالعيون والأقاليم الجنوبية بشدة ماجاء في تصريح «محمد لغظف الداه» مدير قناة العيون الجهوية ليومية «أخبار اليوم المغربية» في عددها 221 الصادر في 23 غشت 2010، حول موضوع: «شيوخ القبائل والمجتمع المدني يهاجمون برامج قناة العيون الرمضانية» بحيث اعترف المدير بتورطه في تفويت حق إنتاج إحدى السلسلات التلفزيونية لمجموعة ممن يعتبرهم هواة (الأمر يتعلق بسلسلة يوميات شرتات). ليصرح للجريدة المذكورة انه «ليس هناك أحسن مما كان» متناسيا كل المجهودات التي ظل يبذلها الفنانون المحترفون لصالح قناة العيون الجهوية على مر ست سنوات منذ تأسيس القناة، عبر تقديم سكيتشات ومسرحيات ومجموعة من السيتكومات والسلسلات والمسلسلات والفقرات الفنية وغيرها... فكانت إبداعات الفنانين بالأقاليم الجنوبية تحظى دائما بإقبال الجماهير عليها بالمتابعة داخل وخارج الوطن ولم تتعرض للنقد أو الاتهام... رغم الصعوبات المالية التي ظل الفنان المحترف يتخطاها بنوع من التضامن مع قناةٍ كانت في طور التأسيس، وكان الفنان يضحي من أجل خدمة المصالح العليا للوطن، ومن أجل الوحدة الترابية للمملكة حسب اختصاصاته على مستوى إبداعه الفني. وإذا كان الرأي العام قد فوجئ بتخصيص مبلغ 120.000.00 درهم (12 مليون سنتيم) لإنتاج كل حلقة من حلقات سلسلة يهاجمها الجمهور والمجتمع المدني وشيوخ القبائل، ويعترف المدير «إن مستواها لم يرقه شخصيا، كما لم يعجب بأداء الممثلين»... حسب تصريحه الأخير، فإن الفنانين المحترفين بالأقاليم الجنوبية يعلمون أن الميزانية الضخمة المخصصة لإنتاج سلسلة «يوميات شرتات» المصورة بالقرب من مدينة العيون تضاعف أربع مرات المبالغ المخصصة لإنتاج أعمال درامية تبث في هذا الشهر الكريم على نفس القناة. ويشارك فيها فنانون وتقنيون محترفون ليس من حق مدير قناة العيون التشكيك في احترافهم المثبت بالحجج والدلائل. كما أن صيتهم المحلي والوطني شاهد على ذلك، فضلا عن انتمائهم للنقابة المغربية لمحترفي المسرح. ويضيف نص البلاغ أن الممارسات المتكررة لمدير قناة العيون الجهوية منذ تأسيس القناة، في تبخيس الفنان المحلي، والحط من قيمته وكرامته، والإقصاء المتكرر للإنتاج الوطني، لا يقابله إلا الاستقطاب الواضح لمجموعة من الفنانين المغمورين في موريتانيا وإشراكهم في برامج قناتنا «الجهوية» بدون قيد أو شرط في السهرات الموسيقية أو البرامج الثقافية كما هو الحال في برنامج «سباق القوافي»... ولعل ذلك راجع بالأساس إلى أصول مدير القناة. في حين لم يحظَ الفنان الصحراوي المغربي بأية فرصة للظهور على القناة الموريتانية منذ تأسيسها. إن التصريح الصحفي الأخير لل مدير قناة العيون الجهوية ليومية «أخبار اليوم المغربية» لا يجب أن ينسي القراء الدور الهام الذي لعبته الدراما الحسانية بكل تمظهراتها في خدمة قضية وحدتنا الترابية، وتعزيز الساحة الفنية المغربية، كما لا يجب إغفال دورها الطلائعي في استقطاب العديد من المشاهدين بمنطقة الصحراء الكبرى، بمخيمات تندوف خصوصا وجنوب الجزائر وبموريتانيا. وهو ما يفسر نجاح القناة بتقدم الدراما الحسانية وتطورها سنة بعد أخرى... ولعل الممارسات المتكررة لل مدير قناة العيون الجهوية تجاه العاملين فيها والمنتجين يجعلنا نتساءل هل يشكل الموقف الأخير للمدير امتدادا لمواقفه السابقة تجاه كل الفعاليات المحلية من قبيل طرد مجموعة من الشباب الأكفاء الذين ساهموا في تأسيس القناة و كان خير ما لقوه هو «جزاء سينمار»؟ أم أن المدير مُصِرٌّ فقط على تهميش وإبعاد الوجوه الفنية و الثقافية والإعلامية المحلية؟ دون أن ننسى دوره البارز في إقصاء الفنان الموسيقي المحلي واستبداله بفنان موسيقي آخر يعبر الحدود قادما ربما يحمل معه الحنين؟..