فيما يبدو أنه محاولة للخروج من ظل القيادات الحزبية وإيجاد موقع قدم داخل المربع الضيق للعمل السياسي، أطلقت رابطة الشباب الديمقراطيين المغاربة التابعة لحركة لكل الديمقراطيين وشبيبة الحركة الشعبية ومجموعة من شباب حزب التجمع الوطني للأحرار. مبادرة «شباب 2012» تحت شعار «مغرب الغد يصنعه الشباب» تتمحور حول المطالبة بالحصول على التزكية لخوض الانتخابات التشريعية القادمة وإقرار لائحة وطنية خاصة بالشباب. المبادرة التي تم الإعلان عنها في ندوة صحفية مساء أول أمس الثلاثاء بالرباط، تعد بالنسبة لحامليها «مسألة وجودية»، حيث أكد ياسين الإخشيدي عضو الرابطة «أن الأمر يتعلق بإعادة السياسة إلى الشباب، وإعادة الشباب إلى السياسة، وذلك عبر منح فرص أكبر لهذه الفئة في مجال الممارسة الحزبية بضمان تواجدهم في الهيئات التقريرية للأحزاب السياسية ودعمهم من خلال منحهم التزكية لخوض غمار الانتخابات التشريعية». وشدد في هذا الصدد «بأن كل خطابات التخليق والعقلنة حول إصلاح وتأهيل الحقل الحزبي والسياسي المغربي سوف تبقى دون قيمة إذا لم تضع في حساباتها الدفاع عن تمثيلية الشباب في المؤسسات المنتخبة». وأكد المتحدث، أن المبادرة تتوخى تقديم عرض سياسي جديد يلائم الشباب المغربي، قائلا «إن ممارسة السياسة اليوم تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى جرعة أمل جديدة تمنح للشباب المغربي الثقة في جدوى الفعل السياسي»، مشددا على أنها تحظى بمساندة الشبيبة الاشتراكية والشبيبة الاتحادية وأن عدم حضورهما للإعلان عنها يرتبط بمسألة إخضاع الموضوع لآلية التشاور داخل الهياكل التنظيمية لهذين التنظيمين. وأبرز، أن المبادرة هي بمثابة خطوة أولية تبقى مفتوحة في وجه كل الفعاليات المدنية والسياسية لإغنائها ودعمها، نافيا في هذا الصدد أن يكون لها ارتباط بلون سياسي معين، وذلك بالرغم من أنه استحضر خطاب- النموذج لحركة كل الديمقراطيين. ومن جهته، قال الكاتب العام لشبيبة حزب الحركة الشعبية عزيز الدرمومي، «إن المبادرة سنحملها وندافع عنها كفاعلين سياسيين شباب، وسيتم فتح نقاش وطني موسع حولها يمتد إلى مختلف أقاليم المملكة عبر إشراك مختلف الهيئات السياسية والفاعلين داخل المجتمع المدني من أجل إيجاد الصيغة الناجعة لإنجاح المبادرة». ومن جهته، أبرز يونس أبشير، عن حزب التجمع الوطني للأحرار، أنه رغم عدم وجود تنظيم شبابي داخل الحزب، فإنهم كشباب يريدون الدفاع عن القضايا المصيرية لهذه الفئة، قائلا «لسنا شبابا انتهازيا يريد الدخول إلى غمار الانتخابات عبر التمييز الإيجابي بل لأن هناك قضايا للشباب لا يمكن أن يدافع وحملها إلا الشباب المتواجد داخل الهيئات السياسية». مضيفا أن «الحكومة والبرلمان والهيئات السياسية مطالبة اليوم بمساندة هذه المبادرة التي من شأنها إدماج الشباب الذي ظل مغيبا لعقود عن تسيير الشأن العام». ومن جانبه، أكد مهدي بنسعيد رئيس رابطة الشباب الديمقراطيين المغاربة وعضو اللجنة التحضيرية لمبادرة «شباب 2012» «أن الحكومة والبرلمان والهيئات السياسية مطالبة اليوم بمساندة هذه المبادرة التي من شأنها إدماج الشباب الذي ظل مغيبا لعقود عن تسيير الشأن العام، على حد قوله، معلنا عن برمجة مجموعة من اللقاءات التشاورية والأيام الدراسية والندوات الفكرية بغرض «صياغة مذكرة مفصلة سيتم رفعها إلى السلطات المختصة».