أكد بيتر بام الخبير الأمريكي في الشؤون الإفريقية أن تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، الذي يستغل الأموال التي يحصل عليها من عمليات احتجاز الرهائن وطلبات الفدية، أضحى يتوفر على وسائل مالية ضرورية لشراء خدمات مرتزقة «البوليساريو» بهدف تكثيف أنشطته وضمان نجاح عملياته بالمنطقة. وأشار بام، الذي نقلت تصريحاته وكالة (أسوسيتد بريس)، في هذا الإطار إلى حالة مسؤول سام سابق في (البوليساريو)، هو عمر ولد سيدي أحمد ولد حما المعروف ب(عمر الصحراوي)، الذي التحق بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، سعيا وراء الاغتناء، وشارك في عمليات اختطاف مواطنين غربيين نفذها هذا التنظيم الإرهابي بمنطقة الساحل. وأبرز بام، الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس اللجنة الوطنية للسياسة الخارجية الأمريكية، أن «حالة ولد حما تشكل تجسيدا واضحا للإمكانيات المالية المتزايدة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي واستعمال موارده المالية الجديدة من أجل استقطاب مرتزقة متمرسين». وقال هذا الخبير الأمريكي، الذي كتب عدة مقالات حول تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامي، إنه «من خلال الاستعانة بالمقاتلين المرتزقة في البوليساريو الذين يتميزون بتجربة الطويلة مقارنة مع غيرهم من المجندين العاديين لتنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي, فإن هذه المجموعة الإرهابية تسعى إلى ضمان نجاح أكبر لعملياتها المتعلقة باختطاف الرهائن، التي أضحت جزء أساسيا من استراتيجيتها بالمنطقة». وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أكدت مؤخرا في تقريرها السنوي الأخير حول الإرهاب في العالم، أن القاعدة بالمغرب الإسلامي تواصل الاعتماد على اختطاف الرهائن وطلب فدية «كتاكتيك أساسي» بمنطقة الساحل. وأشار التقرير إلى أن مقاتلي هذه الحركة الإرهابية، التي تعد جزءا من المجموعات «الأكثر نشاطا» التابعة لمنظمة القاعدة بإفريقيا، يواصلون اختطاف الغربيين بمنطقة الساحل الصحراوية بتعاون أحيانا مع الرحل وبعض أفراد القبائل المحلية. وذكر التقرير بأن تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي كان، خلال سنة 2009، وراء اختطاف ثلاث رهائن إسبان وإيطاليين اثنين بموريتانيا، إضافة إلى رهينة فرنسي بمالي، مذكرا بأن هذه المجموعة الإرهابية مسؤولة أيضا عن وفاة مواطن أمريكي وآخر بريطاني بهذين البلدين. وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فليب كراولي قد أكد مؤخرا أن الولاياتالمتحدة واعية بالتهديد «المحتمل» الذي يشكله تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي على أمنها وأمن المنطقة برمتها. وقال إن محاربة تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي «أمر أساسي وفي غاية الأهمية بالنسبة لنا ويتم التطرق له بشكل منتظم خلال اتصالاتنا مع دول المنطقة»، وهو «ما يدل على الجهود التي ما فتئنا نبذلها بالمنطقة».