نشر معطيات الطلبات المقدمة للقيد في اللوائح الانتخابية العامة أو نقل القيد، يعيد للواجهة دور المواطن في العملية الانتخابية، ويدفع للتفكير في أهمية الانخراط الشعبي في مختلف مراحل الاستحقاق الديمقراطي. بغض النظر اليوم عن قراءة وتحليل المعطيات الرقمية المتعلقة بالتسجيل في اللوائح الانتخابية، يبقى مهما التأكيد على ضرورة وعي المواطنات والمواطنين، وخصوصا الشباب، في المدن والبوادي، بأهمية الدور المتاح لهم، والتغيير الذي بإمكانهم إحداثه في الواقع. التسجيل في اللوائح الانتخابية يعني أولا اكتساب صفة الناخب والمصوت، بالإضافة طبعا إلى امتلاك حق الترشيح أيضا، ولكن يوم الاستحقاق يمثل فرصة لجعل هذا التسجيل ذَا معنى وأثر، وذلك عبر الإصرار على ممارسة حق الإدلاء بالصوت والتعبير عن الرأي، أي الذهاب إلى مكتب التصويت وعدم التخلي عن هذا الحق الأساسي. جلالة الملك، في خطاب العرش الأخير، شدد على دور المواطن، ونبه إلى مسؤوليته، وهذا يطرح على الجميع اليوم أهمية العمل من أجل كسب تحدي المشاركة الشعبية في اقتراع سابع أكتوبر. وبعد التسجيل في اللوائح الانتخابية واكتساب صفة الناخب، ثم الإقبال على مكاتب التصويت يوم الاقتراع، يأتي دور الإدلاء بالصوت واختيار المرشح، وهنا من المهم تكثيف الجهد الجماعي للدفاع عن النزاهة. الناخبات والناخبون هم كذلك يجب أن يرفضوا بيع أصواتهم وضمائرهم، وأن يساهموا في فضح ومحاربة مفسدي الانتخابات والسماسرة والشناقة وتجار الأصوات. إن دور المواطن يعتبر مركزيا في المعركة ضد فساد الانتخابات، وكذلك دور جمعيات المجتمع المدني ومختلف الحركات الاجتماعية والصحافة، وكذلك رهان نزاهة الانتخابات يعتبر مركزيا بالنسبة لتشريعيات سابع أكتوبر، ولذلك يبقى مهما تمتين اليقظة السياسية والمدنية والشعبية والإعلامية للتصدي للمفسدين والسماسرة ولوبيات شراء الأصوات. ليس من حق كل من له غيرة على هذه البلاد ويحرص على تقدم مسارها الديمقراطي، أن يبقى محايدا أو أن يكتفي بالوقوف في زاوية شارع الحي أو التسمر في المقاهي، والاكتفاء بانتقاد أي شيء والالتصاق بعدمية فجة واستسلامية، فكل هذا لن يغير في واقعه وواقع البلاد شيئا، بل فقط سيترك المكان وموقع التمثيل والقرار للسماسرة والمفسدين يواصلون إحكام قبضتهم على البلاد وشؤون أهلها. مسؤولية المواطن إذن أساسية في كل العملية الانتخابية، وعلى كل غيور على هذه البلاد أن يتحمل مسؤوليته انتصارا للمغرب ولمستقبله الديمقراطي. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته