انتهت فترة التسجيل في اللوائح الانتخابية العامة أول أمس، وهي مرحلة هامة جدا في مسارنا الانتخابي المتطلع إلى إنجاح استحقاق 25 نونبر، ونأمل أن تسفر نتائجها عن التحاق فئات واسعة من شعبنا بقوائم الهيئة الناخبة، ويكون لها بذلك حق التصويت وانتخاب مؤسسة تشريعية تكون ذات تمثيلية حقيقية. لقد شهدت فترة التسجيل في اللوائح الانتخابية بعض ممارسات الإفساد في جهات مختلفة من البلاد، وبالرغم من أن العملية مرت إجمالا بشكل عادٍ، فإن مثل هذه الممارسات تؤكد وجود لوبيات وأوساط فاسدة تصر على معاكسة تطلع شعبنا إلى التغيير، وإلى انتخابات تختلف عن سابقاتها، وهذا يفرض تقوية التعبئة في المجتمع، وعلى مستوى السلطات المركزية والمحلية الموكول لها تنظيم الانتخابات من أجل التصدي للمفسدين ولسماسرة الانتخابات. وبقدر ما أن الاهتمام سينصب في اللاحق من الأيام على معرفة المرشحين وتركيبات اللوائح وطرق اختيارها من لدن الأحزاب، وأيضا برامج الأحزاب وتحالفاتها، فإن قضايا مثل: نزاهة الانتخابات، والحياد الإيجابي للسلطات الترابية خصوصا في المناطق، والضرب بحزم وبقوة القانون على أيدي كل المفسدين وتجار الأصوات، كلها تستوجب الكثير من اليقظة والحزم، بغاية تخليق المنظومة الانتخابية برمتها، وإعمال حكامة جيدة عبر مختلف مراحل المسلسل الانتخابي. من جهة ثانية، إن المرحلة الآن، تقتضي أن يتحمل المواطنون والمواطنات كامل مسؤوليتهم تجاه مستقبل بلادهم، وذلك بالتشبث بحقهم أن يكونوا ناخبين، وبالإصرار على الذهاب المكثف يوم الاقتراع إلى مكاتب التصويت، ورفض كل الإغراءات ومحاولات الإرشاء، وفضح الفاسدين وسماسرة الانتخابات، والحرص على اختيار كفاءات نزيهة وذات تجربة ومصداقية لتمكين بلادنا من برلمان صوت عليه أكبر عدد من المغاربة، ويتشكل من فعاليات وطنية كفؤة ومؤهلة سياسيا ومعرفيا وأخلاقيا، للفعل في مسلسلات الإصلاح. الرهان اليوم يوجد في كثافة الإقبال على صناديق التصويت، أي في جعل المؤسسة التشريعية المقبلة ذات تمثيلية حقيقية، ثم في مواجهة الفساد وشراء الأصوات، وفي نجاح السلطات الإدارية والقضائية في إعمال القانون بحزم وصرامة، وبالتالي الوصول إلى انتخابات نزيهة فعلا، وذات مصداقية، وإنجاح الرقابة المدنية الوطنية والأجنبية، مما سيقوي مؤشرات النجاح والمصداقية لاستحقاق تاريخي تقبل عليه بلادنا في ظل دستورها الجديد، كما يكمن الرهان كذلك في قدرتنا جميعا على جعل البرلمان المقبل يضم شخصيات وطنية ذات خبرة ومهارة ونزاهة، وضمنه كفاءات شابة جديدة، مع تقوية التمثيلية النسائية... إن انتخابات نزيهة ومغايرة، ومشاركة شعبية واسعة في التصويت، وبرلمان يتكون من كفاءات حقيقية، ويجسد وضوحا سياسيا في الخريطة الحزبية، هي الرهانات المطلوب من شعبنا اليوم استحضارها والسعي لربحها، ولجعل بلادنا تنتصر. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته