ظهرت مبادرات فردية ومدنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي إطار الفعاليات الجمعوية المحلية تحث على المشاركة في الانتخابات والتسجيل في اللوائح الانتخابية، وأيضا تنادي الناخبات والناخبين بضرورة رفض بيع أصواتهم ومحاربة المفسدين، وبالرغم من كون هذه التحركات لا زالت ضعيفة القوة والأثر على أرض الواقع، فإنها تعتبر إيجابية وتنم عن بداية الوعي بأهمية المشاركة السياسية ومحاربة العزوف واللامبالاة وسط الشباب بالخصوص. إن التسجيل ضمن قوائم الناخبين والحرص على امتلاك حق التصويت وعدم التفريط فيه يعتبر من ضمن حقوق المواطنة التي يكفلها الدستور والقانون، ولهذا يجب على كل من يحق له ذلك التمسك به وعدم تركه ليتلاعب به المفسدون، كما أنه من هنا تبدأ الديمقراطية التشاركية، ويتشكل الحق في محاسبة مدبري الشأن العام ومتابعة مستوى تنفيذ التزاماتهم الانتخابية ووفائهم بوعودهم. وفي الإطار ذاته، فلو تجندت الجمعيات المحلية والتنسيقيات الاحتجاجية والاجتماعية والمنظمات الحقوقية والشبابية والنسائية وتمثيليات الأحياء فقط لمراقبة نزاهة الانتخابية، أثناء الحملات وخلال يوم الاقتراع، وتوعية الناخبات والناخبين بعدم بيع أصواتهم، وفضح كل مفسدي الانتخابات وسماسرة شراء الأصوات والتشنيع بهم عبر الانترنيت ووسط الناس في الدوائر الانتخابية، لكانت قدمت خدمة كبيرة للعملية الانتخابية والسياسية، ولساهمت بشكل كبير في تخليق منظومتنا السياسية والانتخابية الوطنية. ولهذا، بدل الانزواء في المقاهي، وعلى الرصيف، والتباكي على بؤس الواقع وضعف الخدمات التي تقدمها الهيئات المنتخبة للساكنة، لابد أن ينهض الجميع وأن يأخذ الشباب مصيره بين يديه وأن تنزل النخب والأطر من أبراجها التنظيرية المتعالية لكي يتم تفعيل تعبئة ويقظة وطنيتين شاملتين للدفاع عن سلامة الانتخابات ومصداقيتها، ومن أجل إبعاد المفسدين وفضحهم ومساندة مرشحات ومرشحي وقوى الإصلاح والجدية. من الضروري اليوم أن يدرك كل واحد وواحدة أن له مسؤولية أساسية في تقدم المسار الديمقراطي والتنموي لوطننا ومن أجل تحقيق التطلعات الاجتماعية والسياسية لشعبنا. غدا الجمعة سيجري الاقتراع الخاص بالغرف المهنية، وهنا على كل الناخبات والناخبين المعنيات والمعنيين به أن يقبلوا على صناديق الاقتراع، وأن تكون مشاركتهم قوية ومكثفة، وأن ينتصر قرارهم لخيار الإصلاح، من أجل فرز كفاءات لها ما يكفي من المعرفة والجدية والغيرة على الوطن لقيادة هذه المؤسسات التمثيلية حتى تنجح في كسب الرهانات المطروحة عليها وعلى بلادنا اليوم. وبعد شهر تقريبا ستشهد بلادنا الانتخابات الجماعية والجهوية، وهي الاستحقاق الذي يجب تعزيز انخراط شعبنا في كامل مجرياته لكي تنتصر المصداقية، ولكي تكون نتائجه بداية عهد جديد لدينامية التنمية الاجتماعية والاقتصادية المحلية والجهوية لمصلحة شعبنا وبلادنا. مسؤوليتنا جميعا أن نربح إذن رهانات المشاركة الشعبية في الاستحقاقات الانتخابية والدفاع الجماعي عن الإصلاح في مواجهة لوبيات الفساد والنهب والريع، أي أن نتحمل كامل مسؤولية في هذه المشاركة التي يجب أن تكون مكثفة. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته