يسير فريق الفتح الرباطي لكرة القدم بخطى ثابتة نحو الظفر بأول له بلقب البطولة الوطنية في تاريخ هذا النادي العريق. فكل المعطيات والحسابات تؤكد أن الفريق الفتحاوي يملك كل الحظوظ للظفر بلقبه الأول، خاصة بعد عودته بانتصار ثمين من مراكش على حساب الكوكب الجريح بهدف جميل للاعبه محمد الناهيري، مبقيا على فارق النقطتين مع الوداد الوصيف، والذي عاد بدوره بانتصار من الحسيمة من توقيع الكونغولي فابريس أونداما. الفتح بحاجة لنقطة واحدة ووحيدة من مباراته الأخيرة ضد مولودية وجدة بملعب الأسبوع المقبل، دون انتظار نتيجة الوداد أمام التطواني، إذ تميل الكفة لفائدة الفتح حتى في حال التساوي على مستوى النقاط مع الوداد لتفوقه في المواجهات المباشرة. وفي حالة ما إذا لم تكن هناك مفاجأة غير متوقعة خلال الدورة الأخيرة الأسبوع القادم، فإن الفتح هو بطل المغرب لموسم 2015-2016، وهو إنجاز غير مسبوق، انتظر الفتحيون لأزيد من 70 سنة. فرغم التاريخ العريق لنادي العاصمة، ورغم تعدد إسهاماته في إغناء رصيد كرة القدم المغربية، فلم يستطع أن يتوج حضوره بتحقيق لقب يدون اسمه ضمن سجل الفائزين. أسباب كثيرة حالت دون تحقيق إنجاز تحقق من قبله لأندية عديدة، حتى تلك التي لا تملك نفس مقومات الفتح، إلا أن الموسم الاحترافي الخامس من البطولة الوطنية لكرة القدم، كان فأل خير على الفريق الفتحاوي الذي تمكن من الحفاظ على توازنه طيلة الموسم، واستغل تعثر الوداد خلال الدورات الأخيرة لينفرد خلال الدورات الاخيرة بالمرتبة الأولى دون التفريط فيها. ومن حق الفتحاويين أن يفرحوا بهذا الإنجاز الذي أدخلت ناديهم ضمن خانة الأبطال، والأكيد أن هناك عملا إداريا وتقنيا بذل خلال السنوات الأخيرة وساهم في تأهيل الفريق للمنافسة وطنيا وقاريا، والدليل حضوره اللافت أيضا على مستوى المنافسات القارية في كأس الاتحاد الأفريقي. فبإجماع كل المتدخلين يعتبر الفتح ناديا مرجعيا حاليا على المستوى الوطني من حيث الهيكلة الادارية والمالية والتقنية، وهذه القيمة لم تأت من فراغ، فهناك عمل ساهمت في إرسائه اطر وطنية كفأة، مستفيدة من ضمان دعم مالي قاري. والمنتظر أن يكون هذا الإنجاز بداية لعهد جديد لناد فتحاوي بطموحات كبيرة، والأكيد أن كرة القدم الوطنية في حاجة الى مثل هذه الأندية التي تعطي المثال من حيث التسيير النموذجي على جميع المستويات. هنيئا مسبقا لكل الفتحاويين ببطولتهم ومكانتهم الخاصة والمتميزة...